تدافع بريطاني لنيل الجنسية الألمانية قبل البريكست

مكتب الإحصاءات الاتحادي الألماني يؤكد  أن عدد حاملي جوازات السفر البريطانية الذين أصبحوا مواطنين ألمانا زاد بنسبة 162 في المئة العام الماضي.

الجمعة 25/5/2018
التكتل الأوروبي بطل في نظر مؤيديه

 في ظل عدم التوصل إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رغم تحديد موعد للانسحاب في مارس عام 2019، فإن العديد من البريطانيين يشعرون بالقلق من فقدان حقهم في العيش والعمل في أكبر اقتصاد في أوروبا، والذي يشهد فترة نمو طويلة بشكل غير معتاد بالإضافة إلى تراجع معدل البطالة إلى مستويات قياسية.

وأدى التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى انقسام حاد في البلاد حيث يتمسك كل طرف بوجهة نظره، ومازال الجدل دائرا بشأن ما إذا كان الخروج سيفيد الاقتصاد البريطاني خامس أكبر اقتصاد في العالم أم يعرقله.

ارتفاع شعبية الاتحاد الأوروبي

بروكسل – كشفت دراسة نشرت الأربعاء أن شعبية الاتحاد الأوروبي في تزايد مستمر، وذلك قبل عام كامل من انتخابات البرلمان الأوروبي. ومن المقرر إجراء الانتخابات الأوروبية في الفترة من 23 إلى 26 مايو 2019. وستكون هذه هي أول انتخابات بعد خروج بريطانيا. ويشير استطلاع مؤسسة يوروباروميتر إلى أن الآراء تغيرت منذ الاستفتاء الذي أسفر عن قرار بريطانيا مغادرة التكتل الذي يضم 28 دولة، وهو ما وصفه خبراء استطلاع الرأي بأنه “دعوة للاستيقاظ” من أجل ديمقراطية الاتحاد الأوروبي. وقال أكثر من الثلثين (67 بالمئة) من الذين شملهم الاستطلاع إن دولتهم قد استفادت من عضوية الاتحاد الأوروبي، مع زيادة مطردة في هذه النسبة منذ أكتوبر 2016. والنسبة هي الأعلى منذ عام 1983. ويعتقد عدد متزايد من مواطني الاتحاد الأوروبي أن أصواتهم مؤثرة في الاتحاد الأوروبي، ووصلت نسبة هؤلاء إلى 48 بالمئة في المسح الأخير. ومع ذلك، يعتقد 32 بالمئة فقط من الذين شملهم الاستطلاع أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح بالنسبة للتكتل. كما أظهر المشاركون في الاستطلاع تأييدا للأحزاب الجديدة المناهضة للمؤسسات، حيث قال 56 بالمئة منهم إن هذه الأحزاب تستطيع إحداث تغيير حقيقي ضروري.

وتكشف تقارير أن نظرة تشاؤمية للمستقبل في بروكسل تسود بين نحو 900 بريطاني يعملون في المفوضية الأوروبية، بعد أن تنسحب بريطانيا فعليا من الاتحاد في مارس من العام المقبل بعد الاستفتاء الذي أجرته في يونيو عام 2016.

وذكر مكتب الإحصاءات الاتحادي الألماني أن عدد حاملي جوازات السفر البريطانية الذين أصبحوا مواطنين ألمانا زاد بنسبة 162 في المئة العام الماضي.

وحصل ما يقرب من 7500 بريطاني على الجنسية الألمانية العام الماضي. ويأتي هذا بعد زيادة بنسبة 361 في المئة في عام 2016، ليصل بذلك العدد الإجمالي خلال العامين إلى نحو 10400. وهذا الرقم أكثر من مثلي عدد البريطانيين الذين أصبحوا ألمانا في 15 سنة من عام 2000.

وتعهد جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية رسميا للبريطانيين في أواخر مارس، بأن المفوضية لن تمارس حقها في عزلهم بعد يوم 29 مارس عام 2019 عندما يفقدون جنسية الاتحاد الأوروبي التي تعتبر من مسوغات التعيين فيها.

لكن رغم هذا التعاطف مع معاناتهم من جانب القيادة يعبر البريطانيون العاملون عن موقفهم بالتخلي عن جنسيتهم البريطانية.

وتظهر بيانات معلنة أنه في الأول من يناير 2018، كان هناك 894 موظفا سجلوا الجنسية البريطانية كجنسية أولى لهم في المفوضية الأوروبية، لكن هذا الرقم تراجع بنسبة 13 بالمئة أي 135 شخصا عنه قبل عام وبنسبة 21 بالمئة أي 240 شخصا عن بداية عام 2016.

وقال مكتب الإحصاءات الاتحادي الألماني “هناك صلة واضحة بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي”، مضيفا أن البريطانيين هم ثاني أكبر مجموعة تحصل على الجنسية الألمانية العام الماضي بعد نحو 15 ألف تركي.

ويحتاج البريطانيون عادة إلى العيش في ألمانيا لمدة ثماني سنوات للتأهل. وتستغرق عملية تقديم الطلبات أكثر من ستة أشهر ويمكن للبريطانيين الحصول على الجنسية المزدوجة بينما لا تزال بريطانيا عضوا في الاتحاد الأوروبي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة دي لا رو البريطانية لصناعة جوازات السفر، إن بريطانيا تعتزم طبع أول جواز سفر أزرق خاص بها بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، في فرنسا، في خطوة تعد رمزا مهما للاستقلال للكثير ممن أيدوا الانفصال.

وكان بعض مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي دعوا خلال الحملات التي سبقت الاستفتاء على الانفصال للعودة لاستخدام جوازات السفر الزرقاء التي كانت تصدر من عام 1920 حتى عام 1988. وتطبع شركة دي لا رو البريطانية في شمال إنكلترا جواز السفر الحالي ذي اللون الأحمر الداكن.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: