عندما يستحيل الهمس جهراً! إفطار جماعي بين المسلمين و اليهود في معبد يهودي ببروكسيل
في وقت تسعى إسرائيل إلى التأكيد على توجهها الرسمي القاضي بربط علاقات أكبر مع ما تصفها بـ”الدول العربية المعتدلة”، بما فيها المغرب، وإشادتها في الوقت ذاته بانفتاح المغاربة في هذا المجال،
نظمت جمعية ميمونا ببروكسيل إفطارا للمسلمين في مبادرة تهدف الى التعايش و التسامح بين الأديان .
الافطار الذي حضره سفير المملكة المغربية بالديار البلجيكية السيد محمد عامر الذى تحدث عن ملامح روح التعايش بين اليهود والمسلمين فى المغرب، داعيا إلى إحياء روح التضامن والمودة ما بين مختلف الطوائف التى تعيش فى أوروبا .
وحضر الإفطار رئيس جمعية اليهود المغاربة فى بلجيكا موريس تال ،
و العديد من الشخصيات المغربية السياسية و المدنية .
و قد رفع آذان صلاة المغرب داخل معبد «تشار زيون» اليهودي الواقع ببلدية إيكل.
الإفطار هو استذكار للتعارف الأخوي المبني على التقدير والاحترام والذي عرف جذوره في أسواق الملاح قديما بالمغرب .
كان كل شيء مرتب معد على نحو للحاضرين بأنهم يقتسمون أجواء إفطار رمضاني الذي تنظمه جمعية اليهود المغاربة ميمونا وكأنهم في المغرب، ولعل التحدث باللغة العربية الدارجة والامازيغية وهو العاملين الوحيدين الذي يعيد الحاضرين الى بروكسيل.
ضيوف المهرجان من المغاربة واليهود المغاربة، كما يقولون نحن نشارك في هذا الإفطار لنستعيد علاقتنا الطيبة مع أبناء بلدي من الجالية اليهودية ومغاربة مسلمين .
وقد يخشى بعض الضيوف من الحديث المباشر عن العلاقات الودية بين المسلمين واليهود ويصورون حضورهم وكأنه بمحص الصدفة ، بعضهم رفض حتى الكشف عن اسمه أو قال أنه حضر الإفطار بمحص الصدفة .
كان مشهد رائعا حينما احتفى الحاضرون مع بعضهم البعض، وربما كانت رسالة الإفطار أن المعتقد الديني يمكنه أن يكون حضاريا ورافضا للتعصب والعنف ، فهل ستصل رسالة السلام بين المسلمين واليهود في صيغتها الحضارية والنموذحية الى سائر المجتمعات الاسلامية ومن بروكسيل تحديدا.