آلاف القاصرين المغاربة يعيشون في مدن اسبانية بطريقة غير شرعية
24 ماي 2018
تثير أوضاع فئات من المهاجرين المغاربة في اسبانيا قلقاً في الاوساط الحقوقية والانسانية بعد كشف تقارير اسبانية عن آلاف من القاصرين المغاربة يعيشون في مدن اسبانية بطريقة غير شرعية وتقارير أخرى عن الاستغلال الجنسي لعاملات مغربيات في حقول الفراولة.
وقالت إحصائيات أجرتها منظمة «»Save The Children» غير الحكومية ، أن أكثر من أربعة آلاف قاصر مغربي يعيشون في اسبانيا ليحتلوا المرتبة الاولى من بين 6414 قاصراً وصلوا بشكل غير منتظم إلى إسبانيا في عام 2017 ، بزيادة قدرها 64 في المائة مقارنةً بعام 2016.
وقالت المنظمة ان غالبية هؤلاء الأطفال والمراهقين من أصول مغاربية، ووصلوا بواسطة زوارق متنقلة يستخدمها المهاجرون غير الشرعيين إلى الأراضي الإسبانية، وان هذا الرقم يعتبر أعلى ثلاث مرات تقريبا مما كانت عليه الحال في سنة 2016.
وحذرت الجمعية من عدم وجود دعم لهؤلاء القاصرين، بينما يستمر عددهم في الزيادة بشكل كبير منذ سنة 2015 في سياق تزايد تدفقات الهجرة، مشيرة الى أن 65 في المائة من هؤلاء القاصرين الذين وصلوا إلى إسبانيا مغاربة أي 4195 قاصراً مغربياً، يليهم الجزائريون بنسبة 9.6 في المائة، والغينيون بنسبة 4 في المائة.
من جهتها كشفت صحيفة الإسبانيول «El espanol» حجم الاستغلال الجنسي الذي تتعرض له العاملات المغربيات في حقول الفراولة في منطقة هويلفا، في جنوب اسبانيا، من طرف المشغلين ومسيري العمل في تلك الحقول. وذكرت الصحيفة في تحقيق لها استناداً إلى تصريحات عدد من العاملات المغربيات أنهن تعرضن للاستغلال الجنسي، وأن بعض المشغلين ومسييري مزارع الفراولة في منطقة هويلفا، يفرضون على بعض العاملات ممارسة الجنس معهم إذا أردن الاستمرار في العمل.
وأضافت أن عدداً من العاملات يضطرن لقبول نزوات المسيرين، في حين تعرض عدد منهن للطرد بسبب رفضهن للرضوخ لهذا الاستغلال الجنسي. وتحدث عدد من العاملات المغربيات القادمات من ضواحي الدار البيضاء وبني ملال وطنجة، عن التحرشات الجنسية الكثيرة التي تعاني منها العاملة المغربية في حقول الفراولة من طرف المسيرين، كما أن بعضهن تعرضن لمحاولات الاغتصاب بشكل عنيف بالاضافة الى ارتفاع كبير لحالات الإجهاض في أوساط هؤلاء العاملات، مشيرة إلى أن 90 في المائة من النساء اللواتي يقمن بعمليات الإجهاض في منظقة هويلفا هن أجنبيات ولسن اسبانيات.
وذكر التحقيق أن المشغلين والمسيرين بهذه المزارع، يستغلون ظروف العاملات المغربيات، لمعرفتهم بحاجتهن للعمل من أجـــل إعــــالة أسرهن في المغرب، بهذا العمل الموسمي.
وأصـــدرت وزارة التشغيل المغربية بيانا تؤكد فيه أن لجنة وزارية مشتركة بين المغرب واسبانيا انتقلت الى الحقول الاسبانية، واستمعت الى العاملات ونفين الاخبار التي تتحدث عن استغلالهن جنسيا من طرف المشغلين باسبانيا، إلا أن الصحيفة الاسبانية نشرت تحقيقاً جديداً وعززته بصور تؤكد وجود استغلال جنسي بالفعل للعاملات المغربيات.
وقالت العاملة حبيبة هي واحدة من 8 عاملات مغربيات تجرأن وكسرن جدار الصمت، وأكدن في التحقيق أن «استعبادهن جنسيا في إسبانيا حقيقة وليس كذبا، يعرفون أننا فقيرات، ولدينا أبناء نعيلهم، والكثيرات منا مطلقات أو أرامل.
يبتزوننا بطردنا من العمل إذا لم نستسلم لنزواتهم الجنسية، في الضيعات يتحرشون بنا، ويضربوننا، ويسبوننا».
وانتقل خلال السنة الجارية أكثر من 17 ألف مغربية للعمل في ضيعات الفراولة بإسبانيا. «إما أن تستسلم، وتصمت، أو يطردونك. يجلبوننا من المغرب ليجعلونا مستعبدات جنسيا»، تستمر حبيبة في سرد معاناتها. وأكدت العاملات الـ8 «في الضيعات هناك اغتصابات واعتداءات جسدية، واستغلالات جنسية، ويجري التفاوض مع محليين يبحثون عن نساء يمارسن الجنس معهم، ويغسلن ملابسهم، وينظفن البيت».
وقالت العاملة المغربية ليلى (36 عاما)، وهي تكشف مناطق في جسدها لإظهار حجم الاعتداءات التي تعرضت لها على يد متقاعد إسباني استقدمها إلى بيته «إنهم يستغلون بؤسنا، كان يضغط علي كل يوم لكي أمارس معه الجــنس، لكنني كنت أرفض، لكنه اغتصبني في تلك الليلة».