ليالي رمضان تنقذ مدينة بروكسيل من السبات

سهرات وسط بروكسيل  تبعث الألفة بين الجالية المغربية وتقربهم من بعضهم، وتعود بالنفع على أصحاب المقاهي الذين يستغلون هذه المناسبة الموسميّة للعمل وكسب الرّزق.

الثلاثاء 2018/05/22

مدينة بروكسيل فصل من ليالي رمضان

في أزقّة لم تعتد على السهر والصّخب، وإلى ساعات متأخرة من اللّيالي الرّمضانية بدأت في بروكسيل العائلات والأصدقاء والأقارب والأحبّة، يلتقون في مقاهٍ وسط المدينة يستمتعون بشرب القهوة العربية أو الشاي  بالنعناع، وتذوق الحلويات المغربية على أنغام الموشحات الأندلسية والموسيقى المغربية .

عادة ما تزدهر الحركة في شارع سطالين جراد كما يسميها المغاربة بالمغرب البلجيكي ، في النصف الثاني من شهر رمضان، لكن هذه السنة بدأت الجالية السهرات منذ الأسبوع الأول من الصيام شجعهم في ذلك الطقس الربيعي.

في سائر أيام السنة، اعتادت المحلات والمقاهي فيها، على غلق أبوابها في وقت مبكّر، حوالي الثامنة مساء بالتوقيت المحلي في أيام الشتاء والرّبيع.

وفي رمضان تزداد حركة المدينة ليلا خلال نهاية الأسبوع، “فمن يظفر بمقعد في هذه الأزقة ليلة الجمعة والسبت خاصة، يعتبر محظوظا، فلقاء الأصدقاء والأحبّة هنا له طابع آخر في سهرة بلون رمضاني”، هذا ما قالته،سومية  التي ترتاد المقاهي في المدينة في الإفطار مع صديقاتها، لكنها تقضي سهرة نهاية الأسبوع في بروكسيل.

تضيف سهام البالغة (22 سنة)، “للأجواء الرمضانية في الغربة، صبغة خاصّة، لا يمكن أن نجدها في أماكن، فشرب القهوة صحبة أصدقائي ولعب الورق وأكل الحلويات المغربية عادة ألفتها منذ استقراري ببلجيكا ، ولم أتخلّ عنها منذ ثلاث سنوات”.

يقول رشيد السعداوي، “تدخين الشيشة ولعب الورق مع الأصدقاء في المقهى عادة رمضانية لا يمكن لي أن أستغني عنها، اقضّي معظم سهراتي الرمضانية في مقاهي سطالين جراد ، لكنني أفضّل الخروج إلى المدينة مع زوجتي من حين لآخر”.

وتقول فاطمة زوجة رشيد ، “أصبحت المقهى بمثابة الضرة وعدوّي اللدود خاصة طيلة شهر رمضان، فزوجي يخرج كل ليلة إلى المقهى ولا يعود إلا قبل السحور، لكنه أصبح الآن وبعد نقاشات حادة، يتذكرني في الأسبوع مرة أو مرتين فيستدعيني للخروج معه”.

ويقول مصطفى عامل بإحدى المقاهي ، “بروكسيل تكون أجمل في رمضان، ونوَدّ لو تتواصل مثل هذه السهرات، على امتداد السّنة، خاصة في فصل الصيف”.

ويؤكدمصطفى ، “سهرات رمضان تعيد الحنين إلى أيام وذكريات خلت في الغربة، بعيدا عن الضغوطات اليومية، والأزمات الاقتصادية والسياسيّة التي تعيشها الجالية المغربية ”.

ويضيف أن “روّاد المقاهي يجدون ضالتهم في وسط بروكسيل بعيدا عن ضجيج السيارات، فمنهم من يفضّل اللعب بالورق، ومنهم من يتجاذب الحديث مع مرافقه أو جليسه وهم يدخنون الشيشة، ومنهم كذلك من يبقى مُنصتا منتشيا ببعض الأغاني التراثية، مرددين الأغاني”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: