كاميرات هواتف المتظاهرين تفضح جيش الاحتلال وتظهر عمليات «الإعدام الميدانية» المتعمدة
توثيق لحظة استهداف أحد الفتيان وصراخ سيدة دب الحماس وأنقذ مصابين.
إلى جانب صورة الشاب المقعد فادي أبو صلاح، الذي ظهر في صور خلال مواجهات «مليونية العودة»، مشاركا في تلك الفعاليات، وأخرى وهو في «ثلاجة الموتى»، انتشرت مقاطع مصورة كثيرة وصور أخرى، التقطها المشاركون في تلك الفعالية من كاميرات هواتفهم النقالة، أظهرت بشاعة آلة الحرب الإسرائيلية التي استهدفت المتظاهرين العزل بشكل متعمد، ما أدى إلى وقوع أكثر من 60 شهيدا، بينهم طفلة رضيعة، وأكثر من 2500 مصاب، بينهم حالة خطرة.
وعلى الحدود الشرقية لمدينة خانيونس، التقطت أكثر من صورة للشاب المقعد أبو صلاح، وهو يجلس على كرسي متحرك، حيث فقد قدميه في استهداف إسرائيلي عام 2008، ويحمل بيده مقلاعا، يرشق به جنود الاحتلال بالحجارة، دون أن يشكل أي خطر، وظهر الشاب ذاته في صور أخرى مسجى بدمائه بعد ان استهدفه جنود الاحتلال الإسرائيلي برصاصة قاتلة.
إضافة لهذه الصورة، التقطت من داخل المظاهرات التي شهدتها الحدود الشرقية لقطاع غزة، صور أخرى تظهر تعمد جنود الاحتلال استهداف المشاركين لإيقاع أكبر عدد من الضحايا والجرحى.
وفي إحدى اللقطات ظهر فتى برفقة أحد أصدقائه الذي كان يقوم بتصويره، في أحدى المناطق الحدودية، وهو يحمل بيده «نبلة»، وقد أظهرت اللقطات المصورة لحظة سقوط الفتى على الأرض مصابا بعيار ناري اخترق الرأس من منطقة عينه اليسرى، في دلالة أخرى على تعمد جنود القناصة الإسرائيليين استهداف المتظاهرين في تلك المنطقة.
وانتهت اللقطة المصورة بسقوط الهاتف المحمول من يد حامله على الأرض، غير أن التسجيل التقط صوت الشاب المصور، وهو ينادي على زميله الذي فارق الحياة «إسعاف إسعاف محمود محمود».
وأظهرت أحدى اللقطات شابا يصور سيدة في العقد الخامس من عمرها، وهي تتحصن خلف تلة رملية قليلة الارتفاع، وتنادي من خلفها وبجوارها عدد من المتظاهرين، على أربعة من الشبان، أصيبوا لحظة اقترابهم من منطقة السياج الحدودي، بعد أن تقطعت فيها السبل، وعجز المسعفون عن الوصول إليهم بسبب كثافة النيران الإسرائيلية. وأظهرت تلك اللقطات استجابة المصابين لصراخ السيدة الذي دب فيهم «روح العزيمة»، وتمكنوا بعبارات التشجيع من الوصول تباعا زحفا لتلك المنطقة الأمنة نسبيا، ليتم إسعافهم بعد أن نزفوا دماء كثيرة.
ومن بين الصور التي أظهرت أيضا تعمد جنود الاحتلال في استخدام «القوة المفرطة المميتة»، كانت صورة أحد العاملين في جهاز الدفاع المدني واسمه موسى أبو حسنين، الذي استهدف خلال تأدية عمله. وشيع أمس جثمانه مع المعدات التي كان يرتديها لحظة استهدافه، بما فيها إشارة العمل الخاصة بطواقم المنقذين، في مخالفة واضحة للقانون الدولي.
وشاهد حي آخر يظهر وحشية جنود الاحتلال واستخدامهم «القوة الميتة»، ضد المتظاهرين السلميين، كانت تلك الصورة الخاصة بإخلاء الجرحى بطرق بدائية، إما من خلال الحمل على أكتاف المتظاهرين، أو على دراجات نارية او عربات كارو يجرها حصان او حمار، لعدم سماح إسرائيل لسيارات الإسعاف بالاقتراب من مناطق المواجهات للقيام بمهامها الطبية.
وكانت سيارة الإسعاف الواحدة تنقل خمسة مصابين دفعة واحدة لقلة الحيلة.
وليس بعيدا عن هذه المشاهد الموثقة، صور قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها قوات الاحتلال بكثافة، صوب المتظاهرين، خاصة من يقف على بعد مئات الأمتار من منطقة السياج الحدودي، وهو ما أدى إلى حدوث حالات اختناق شديدة، استشهدت على أثرها الطفلة الرضيعة ليلى الغندور، ابنة الثمانية أشهر فقط.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور نشرها أقارب شبان وفتيان أصيبوا خلال مواجهات الإثنين بجراح خطيرة، وهم يرقدون في غرف العناية المركزية، إلى جانب صور أخرى لهم قبل الإصابة وقد علت الابتسامة وجوههم، وقد طلب ناشرو الصور الدعاء بشفاء المصابين.
ولم توفر قوات الاحتلال الصحافيين، فأصابت 12 منهم، بينهم الصحافي ياسر قديح، الذي حول لأحد مشافي مدينة القدس المحتلة، وهو يعاني من جراح خطيرة، وكان قد أصيب الجمعة الماضية بقنبلة غاز في قدمه. وشابهت إصابته الجديدة الخطيرة، تلك الإصابة التي أودت بحياة زميليه السابقين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، اللذين سقطا في مسيرات سابقة.