أي مصير للأطفال المولودين على سفن المهاجرين في المتوسط
الولادة غير الاعتيادية لا تعطي للأطفال أي حق في معاملة تفضيلية، وأطفال يضيعون بين الأعداد الكبيرة من المواليد.
الاثنين 2018/05/14
الإنجاب في عرض البحر يتحول إلى كابوس حقيقي
أسماء مختلفة يحملها أطفال بينها ميرسي وفرانشيسكا ونيومان وديابام وصوفيا وإدريس إبراهيم، لكن القاسم المشترك بينهم هو أنهم رأوا النور على إحدى سفن إنقاذ المهاجرين قبالة السواحل الليبية.
وتروي الطبيبة جوليا مارينيغ لمراسل أخبارنا الجالية “نحاول عادة إخراج الوالدة كي تلد على البر بسبب افتقار السفينة للوازم المطلوبة لمواجهة أي مضاعفات محتملة”.
وفي 3 أكتوبر 2016، عاينت هذه الطبيبة الشابة المرسلة من منظمة “فرسان مالطا” إلى سفينة “داتيلو” التابعة لخفر السواحل الإيطالي بعيد إنقاذها حوالي ألف مهاجر، امرأة دخلت في مخاض الولادة.
وتستذكر مارينيغ قائلة “بعد 45 دقيقة فقط ولد طفلها”. وفيما كانت السفينة تشق طريقها إلى إيطاليا، وضعت امرأة أخرى طفلة كما أنجبت ثالثة طفلا لدى الوصول إلى المرفأ.
ومع أن الأمهات كن ممددات أرضا فيما وضع أطفالهن في صناديق من البلاستيك، أعطت هذه الولادات بارقة أمل لهذين اليومين المظلمين اللذين شهدا عملية إنقاذ صعبة لأكثر من 10500 مهاجر واكتشاف حوالي خمسين جثة.
وللمسعفين وطواقم الإنقاذ، تشكل هذه الولادات تجربة قوية لدرجة أن الاتحاد الأوروبي أطلق على مهمتها البحرية الخاصة بمكافحة التهريب اسم صوفيا تيمنا بطفلة صومالية ولدت في غشت 2015 على سفينة ألمانية. مع أن الضغط النفسي وارتجاجات المحركات عاملان قد يساعدان على الإنجاب، فإن احتمال حدوث هكذا حالات يبقى ضئيلا نسبيا.
إيطاليا وألمانيا وبريطانيا هي بلدان لا تقدم حق المواطنة بالولادة ما يحرم هؤلاء الأطفال من جنسية أوروبية
ومنذ 2014، وصلت حوالي 80 ألف امرأة بحرا إلى إيطاليا من دون احتساب المراهقات. وأكثرهن شابات كما أن كثيرات منهن حوامل، رغم عدم توفر إحصائيات في هذه المسألة.
وفي يوم الولادات الثلاث على متن سفينة “داتيلو”، كانت هناك حوالي ثلاثين امرأة أخرى حوامل في الشهر السابع على الأقل، بحسب مارينيغ. كما أن نساء كثيرات يصلن وعلى ذراعهن طفل حديث الولادة أبصر النور في مركز توقيف في ليبيا.
وتزداد الرحلة لهؤلاء النسوة الحوامل تعقيدا عبر الصحاري الليبية، كما أن الإنجاب في عرض البحر قد يستحيل كابوسا حقيقيا.
وتستذكر ستيفاني وهي نيجيرية أنجبت طفلة أسمتها فرانشيسكا نسبة إلى البابا فرنسيس بعيد إنقاذها في مايو 2015 على يد البحرية الإيطالية “كان هناك أناس كثر في القارب، كنا جميعا متراصين بشدة وكان الألم قويا”.
بحسب القانون البحري، يعتبر الأطفال مولودين على أرض البلد الذي ترفع السفينة علمه: إيطاليا لفرانشيسكا وألمانيا لصوفيا وبريطانيا لميرسي.. وهي بلدان لا تقدم حق المواطنة بالولادة ما يحرم هؤلاء الأطفال من جنسية أوروبية.
ولدى وصولهم إلى إيطاليا، لا تعطي الولادة غير الاعتيادية لهؤلاء الأطفال أي حق في معاملة تفضيلية وغالبا ما يضيعون بين الأعداد الكبيرة من المواليد في البلاد.
وفي مارس 2017 رست سفينة تابعة لمنظمة إنسانية تعنى بإنقاذ المهاجرين في عرض البحر المتوسط في ميناء مدينة كاتانيا الإيطالية، وعلى متنها راكب إضافي، طفلة ولدت لأبويها المهاجرين أثناء عبور مركبهما مياه المتوسط من ليبيا باتجاه السواحل الإيطالية.
وولدت الطفلة لإحدى المهاجرات النيجيريات على متن السفينة “أكواريوس” التابعة لمنظمة “إس أو إس متوسط” غير الحكومية العاملة في البحث عن المهاجرين وإنقاذهم بالبحر المتوسط، حيث رست السفينة فى كاتانيا، شرقي صقلية، وعلى متنها راكب إضافي، بعد إنقاذها 946 مهاجرا فى البحر المتوسط. وسميت الطفلة، التي ولدت أثناء الرحلة عبر المتوسط، ميرسي.
وتعد الطفلة ميرسي المولود الرابع على متن سفينة تقل مهاجرين، بعد ديستني أليكس الذي ولد في 25 مايو 2016 ونيومان أوتاس الذي ولد في 12 دجنبر 2016 وإيميكا لاسكا فايفور التي ولدت في 11 دجنبر 2016 أيضا.
ووصل 947 مهاجرا، مع الطفلة ميرسي، إلى سواحل مدينة كاتانيا على متن السفينة “أكواريوس”. وكان من بينهم 818 رجلا و128 امرأة من بينهن 10 نساء حوامل، و248 مهاجرا قاصرا من بينهم 214 يسافرون بمفردهم.
ويأتي معظم المهاجرين من بنغلادش ونيجيريا وساحل العاج وغينيا كوناكري ومن دول أفريقية أخرى.
وقد نقلت ميرسي ووالدتها إلى مركز استقبال مينيو في جزيرة صقلية، وهو الأكبر في أوروبا. ولا يزال هذا الموقع الذي لطالما عانى مشكلات اختلاس أموال وعمليات تهريب من أنواع شتى، يؤوي ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص ينتظرون أحيانا لسنوات قبل الحصول على جواب بشأن طلب اللجوء المقدم من جانبهم.
وكانت فرانشيسكا وأيضا نيومان وفايفر اللذان ولدا على متن سفينة “أكواريس” في 2016، أكثر حظا إذ أن أهاليهم استقبلوا في منشآت إيواء صغيرة أعطتهم نفاذا إلى دعم قانوني للحصول على أوراق إقامة، فضلا عن حصص تعليم للغة الإيطالية وتدريبا وسكنا مستقلا.
وبناء على نصائح بحارة ألمان، أكملت والدة صوفيا طريقها ونالت حق اللجوء في ألمانيا.