الدولة الإسلامية تتبنى عملية الاعتداء بالطعن وسط باريس
مهاجم ينفذ اعتداء بسكين ويقتل شخصا ويصيب أربعة آخرين قبل الإجهاز عليه من قبل الشرطة الفرنسية، والتحقيقات تتواصل مع والديه.
منفذ الاعتداء مولود في الشيشان
مرة أخرى يخرج تنظيم الدولة الإسلامية لتبني الهجوم الإرهابي في فرنسا أين تعيش حالة تأهب قصوى بعد أن شهدت البلاد سلسلة من الهجمات التي شنها تنظيم الدولة الإسلامية أو كان مصدر إلهام لمنفذيها وسقط خلالها أكثر من 240 قتيلا منذ 2015.
قتل شخص وأصيب أربعة آخرون بجروح مساء السبت في وسط باريس، في اعتداء بسكين نفّذه رجل وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
قال مصدر قضائي الأحد إن الشخص الذي قتل رجلا في وسط باريس خلال هجوم بسكين الليلة الماضية مولود في الشيشان عام 1997.
وكان المهاجم يهتف “الله أكبر” أثناء قتله أحد المارة في هجوم بسكين أصاب خلاله أيضا أربعة آخرين قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص.
وقال المصدر إن الشرطة تحتجز والدي المهاجم وتقوم باستجوابهما. ولم يحدد المصدر جنسية المهاجم لكن تلفزيون (بي.اف.إم) قال إنه روسي.
وذكر شهود عيان أنّ المعتدي صرخ “الله أكبر” خلال تنفيذ الاعتداء، قبل أن يُقتل بأيدي الشرطة الفرنسية. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية هذا الهجوم الدامي في وقت متأخر السبت، وفق ما أعلنت وكالة أعماق التابعة له.
ونقلت الوكالة عن “مصدر أمني” أنّ “منفذ عملية الطعن في مدينة باريس هو جندي في الدولة الإسلامية ونفّذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف”.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليل السبت عن أسفه لأنّ فرنسا تدفع “مرة أخرى الثمن بالدم” بعد هذا الاعتداء الجديد.
وقال ماكرون إن فرنسا “لن تخضع قيد أنملة لأعداء الحرية”. وأشاد برجال الشرطة “لتحييدهم الإرهابي”.
كما أشاد رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، الذي زار مركز الشرطة في الدائرة الثالثة في العاصمة مساء السبت، بـ”الاستجابة الاستثنائية لقوات الشرطة”، مشددا على أن “فرنسا مصممة على عدم الاستسلام لتهديدات المعتدين”.
وحصل الاعتداء في شارع مونسينيي، في الدائرة الثانية قرب دار الأوبرا وسط العاصمة الفرنسية، في حي يضم مطاعم ومسارح ويقصده عدد كبير من الناس مساء السبت.
وقالت الشرطة إنّ منفذ العملية الذي لم تُكشف معلومات عنه حتى الآن، اعتدى بسكّين على خمسة أشخاص، ما أدى إلى مقتل أحدهم.
“المعتدي يذبح شخصا”
وأوضح مدعي عام باريس فرنسوا مولينز للصحافة من موقع الاعتداء أنّ “في هذه المرحلة، وبناء على شهادات تحدثت عن أن المعتدي صرخ “الله اكبر” خلال هجومه على المارة بسكين، واستنادًا إلى طريقة العمل (المتّبعة)، قمنا باستدعاء شعبة مكافحة الإرهاب”.
وأضاف أن إجراء التحقيق أوكل إلى شعبة الجريمة في الشرطة القضائية في باريس والمديرية العامة للأمن الداخلي والمديرية الفرعية لمكافحة الإرهاب.
وأصيب في الاعتداء أيضا أربعة أشخاص، اثنان منهم بجروح خطرة نُقلا إلى مستشفى جورج بومبيدو في باريس، بينما الإثنان الآخران جروحهما أقل خطورة.
وقد استخدم أحد عناصر الشرطة مسدس صدمات كهربائية للسيطرة على المعتدي الذي هدد الشرطة. ثم أطلق عنصر آخر النار عليه مرتين ما أدى إلى إصابته بجروح قاتلة، وفقا لمصدر أمني.
وقال سيباستيان الذي كان موجودا على شرفة أحد المقاهي مع صديقيه “سمعنا طلقين ناريين ولم نعرف ما كان ذلك. ورأينا أشخاصا يذهبون ركضًا، فركضنا أيضا”.
وقال صديقه مكسيم “التقينا بشخص كان يخرج من المبنى قائلا إنه رأى المعتدي يذبح شخصا”.
وأشاد وزير الداخلية جيرار كولومب على تويتر باستجابة الشرطة التي “سيطرت” على المعتدي، مضيفا “أفكاري مع ضحايا هذا العمل البغيض”.
من جهتها اعتبرت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبن أن “الشعب الفرنسي لن يكتفي بعد الآن بالتعليقات. هذه أعمال كان حدوثها متوقعا”، مشيرة إلى أن الهجوم نفّذ بأيدي “معتدٍ إسلامي”.
ولا تزال دوافع المعتدي مجهولة. ويأتي هذا الاعتداء في وقت تعيش فرنسا وسط تهديد إرهابي مستمر.
وآخر اعتداء دموي حصل في 23 مارس في منطقة كاركسون (جنوب)، رَفعَ إلى 245 عدد الضحايا الذين قُتلوا في اعتداءات ارتكبت على الأراضي الفرنسية منذ العام 2015.
وتشارك فرنسا في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.