رئيس مركز إسلامي بميلانو يحذر كل من لم يبدأ صوم رمضان يوم الأربعاء
في سابقة غريبة في تاريخ المسلمين بإيطاليا حولت بعض الهيئات الإسلامية بهذا البلد في السنوات الأخيرة قضية تحديد بداية شهر رمضان إلى قضية موت أو حياة، فحتى قبل أن يدخل شهر شعبان قامت العديد من المراكز الإسلامية بإعلان قرارها بأن أول رمضان هذه السنة سيصادف يوم 16 ماي الجاري وفق الحسابات الفلكية.
وبالرغم أن معظم مسلمي إيطاليا يرفضون الحسابات الفلكية مثلهم جل مسلمي العالم إلا أن هذه المراكز التي يقود معظمها فاعلون ينتمون إلى دول الشرق الأوسط وفي تحدي واضح لعامة المسلمين المقيمين بإيطاليا والذين يشكل المغاربة ثلثهم إضافة إلى مسلمي شبه الجزيرة الهندية الذين بدورهم يرفضون الحسابات الفلكية، تبدأ حملة “ترهيبية” لكل من يخالف قراراتها.
وإيمانا منها أن بداية رمضان هذه السنة ستشهد اختلافا محتملا بعدما اختلف الفلكيون أنفسهم عن أول رمضان باعتبار أن الهلال بالرغم من ولادته فلكيا يوم الثلاثاء 15 ماي إلا أنه يستحيل مشاهدته بمختلف مناطق العالم عند غروب الشمس وهو ما يعني أن بداية رمضان لن تكون إلا يوم 17 ماي بعد أن تتحقق الرؤية عند غروب يوم 16 من ذات الشهر، بدأت هذه المراكز “تتحسس أعناقها” بعدما أعلنت أن بداية رمضان ستكون يوم 16 ماي.
وفي هذا الإطار وتماديا في “غيه” خرج علي أبو شويمة رئيس المركز الإسلامي بميلانو القابع على رأس هذا المركز منذ 30 سنة دون أن يعلن ولو مرة واحدة عن تنظيم انتخابات داخل هذا المركز أو الإفصاح عن أسماء المجلس الإداري، ببيان كله وعيد وتهديد لمسلمي إيطاليا إن لم يتبعوه في قراره ببداية الصيام يوم 16 ماي، وفي تبرير غريب لهذا الوعيد نصب أبو شويمة ذو الأصول الفلسطينية نفسه ممثلا “شرعيا ووحيدا” للمسلمين بإيطاليا باعتبار أن المركز الذي يترأسه منذ تدشينه يعتبر أول هيئة إسلامية معترف بها في إيطاليا، وأن هذا يعطيه الصلاحية في إقرار ما هو مناسب لهم وما عليهم إلا “الطاعة”.
وبالمقابل وبالرغم من مواصلة أوكوي والمراكز التابعة له والتي يتم إرغامها على اعتماد الحسابات الفلكية في تحديد بداية رمضان بناء على رأي لما يسمى بالمجلس الإفتاء الأوربي الذي تموله قطر وتركيا، فإن معظم مسلمي إيطاليا لا يعيرون أي اهتمام لما تقرره هذه المراكز وينتظرون إلى غاية يوم 29 شعبان لمعرفة ما تقرره أغلبية البلدان الإسلامية وخاصة العربية السعودية، وهو ما تدعو إليه باقي الهيئات الإسلامية بإيطاليا وعلى رأسها مسجد روما الذي يعتبر الهيئة الوحيدة في إيطاليا المعترف بها كهيئة دينية تمثل المسلمين بينما الباقي لا يعدو ان يكون مجرد جمعيات او هيئات ثقافية.