انطلاق أول قناة تلفزيونية مغربية على الإنترنت تعنى بالحريات

توج مشروع “شباب ويب تيفي” بإطلاق أول قناة مغربية على الإنترنت تعنى بقضايا الحقوق والحريات، بعد سنتين من التدريب وتعزيز المهارات لأكثر من مئة من الشباب لإنتاج برامج تلفزيونية إبداعية وجذابة للجمهور حول الحقوق والحريات

تنطلق أول قناة على الإنترنت للحقوق والحريات في المغرب، متجاوزة الصعوبات التي تواجهها القنوات الإلكترونية في ظل القوانين الجديدة لمدوّنة الصحافة والنشر، ويختصّ المحتوى الإعلامي للقناة من برامج حوارية وتقارير وإعلانات بإقرار وتعزيز الحقوق والحريات، وفق القائمين على المشروع.

وتخضع قناة “أوكسجين” لإشراف مؤسسة “الوسيط من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان”، ويقوم بالإعداد والتصوير والتقديم شباب من مختلف الأعمار، وذلك بعد تعزيز مهاراتهم في القضايا ذات الصلة عبر برنامج تدريب مكثف استفاد منه شباب وشابات في المرحلة الأولى من المشروع والذي امتد على مدى 24 شهرا من 2016 إلى 2018.

وتقول جهاد بلغزال، مكلفة المشاريع بـ”الوسيط من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان”، إن الوسيط يتطلع إلى المساهمة في تقديم بديل إعلامي يعكس رؤية ومقاربة جديدة للشباب في التعاطي مع الحقوق والحريات والدفاع والترافع عنها عبر مختلف الصيغ الملائمة للبث على الإنترنت، عبر إطلاق قناة “أوكسجين” للحقوق والحريات.

وأضافت بلغزال، أن المشهد السمعي البصري الإلكتروني يعرف تزايد التوجه نحو الطابع الفضائحي الذي يعتمد على التشهير وانتهاك خصوصية الغير والترويج لخطاب الكراهية والعنف، في غياب للمهنية، وذلك بهدف تحقيق الربح واكتساب عدد كبير من المتابعين، دون إي التزام بقيم وثقافة حقوق الإنسان التي ينبغي أن تكون خلفية ناظمة خلال إعداد وإنتاج ونشر المواد السمعية البصرية.

وتسعى القناة إلى تجاوز النمطية واستفزاز الخيال لدى الشباب من أجل الإبداع والخلق في بناء الأفكار والتصورات والصيغ في علاقة بالمحتوى الإعلامي البديل والملائم للتطورات المتسارعة التي تعرفها وسائل التكنولوجيا الحديثة، ومستلزمات البث على الإنترنت كنموذج اقتصادي جديد، حسب خديجة مروازي الكاتبة العامة لجمعية الوسيط من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان.

ونوهت مروازي، بالتعاون القائم بين الجمعية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وصندوق الأمم المتحدة للديمقراطية، والذي مكّن من إنجاز هذا المشروع الهام الذي انطلق قبل سنتين واستفاد منه نحو 100 شابة وشاب من أنحاء المغرب، واستهدف تدريبهم على المهارات والتقنيات لإنتاج برامج تلفزيونية متمحورة حول الحقوق والحريات، والمساهمة أيضا في إفراز جيل جديد من الإعلاميين الشباب.

واختارت مؤسسة الوسيط (مستقل) للقناة اسم “أوكسجين” وشعارها “إعلاميو الغد يصلون اليوم”، ويأمل القائمون على هذا المشروع الإعلامي الحقوقي، المساهمة في إرساء ديمقراطية المشهد الإعلامي بالمغرب من خلال تأهيل الشباب للوصول إليه، عبر تعزيز قدرات الشباب وتمكينهم من التأثير في مضامين العروض الإعلامية التي لها صلة وترابط بين قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان.

“أوكسجين” تسعى إلى مقاومة ترسيخ وتعميم الصور النمطية والأحكام الجاهزة المناهضة لقيم ومبادئ حقوق الإنسان

وأكدوا على أن الديمقراطية هي الضمانة الأساسية لاحترام حقوق الإنسان وتعزيزها، عبر التفاعل مع المؤسسات المسؤولة على إعداد وتنفيذ ومراقبة السياسات العمومية، والهيئات الوسيطة، ومع الجامعة، وهيئات المجتمع المدني والمواطنين.

ونوه إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بالعمل الذي قامت به جمعية الوسيط من أجل الديمقراطية لحقوق الإنسان بإطلاقها لقناة “أوكسجين”، معربا عن ثقته في إمكانيات الشباب الذين بذلوا مجهودا في البرامج التلفزيونية التي تم إنتاجها ضمن شبكة برامج القناة الفتية.

وأشار إلى أن المغرب في حاجة إلى تعبئة كل الطاقات لتحقيق تطلعات المواطنات والمواطنين في عيش كريم وتمتعهم الفعلي بكل الحقوق الأساسية المكفولة لهم بموجب الدستور والمواثيق الدولية، كما أكد على أهمية الأدوار المنتظرة من فئة الشباب باعتبارها الدعامة المجتمعية لكل تحوّل نحو التقدم والرفاه.

وتسعى القناة إلى مقاومة ترسيخ وتعميم الصور النمطية والأحكام الجاهزة المناهضة لقيم ومبادئ حقوق الإنسان، من خلال مواد تعمل على رفع الوعي والمساهمة في تعميم ونشر ثقافة حقوق والإنسان ومناهضة خطاب الكراهية والعنف، من أجل خدمة مسار التغيير الديمقراطي بالمغرب. وتعدّ القناة حسب بلغزال، تتويجا لمشروع “شباب ويب تيفي” الذي أعده الوسيط بدعم من صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية وبشراكة مع المجلس الوطني لحقوق والإنسان، خلال الفترة الممتدة ما بين يناير 2016 وأبريل 2018 الإعلان الرسمي لانطلاق قناة.

من جهته قال عبدالمغيث الشباني، المكلف بالتسويق الإلكتروني للقناة، أنه وبتأطير من خبراء وأساتذة في الإعلام الإلكتروني وبمشاركة إعلاميين شباب من مختلف ربوع المملكة والذي بلغ عددهم 120 شابا وشابة من جميع أنحاء وجهات المغرب، واكبنا العديد من المحطات والدورات التدريبية والتكوينية حول حقوق الإنسان والحريات وكذلك إنتاج المواد الإعلامية والتي احتضنتها كل من مدينة الرباط ومراكش وكانت مفصلية وحاسمة لتحديد الأهداف المستقبلية واسم القناة، لنستطيع بعدها الاشتغال كفريق على إنتاج مواد مرئية ذات بعد حقوقي وفكر إبداعي.

ومن بين التحديات التي واجهت أصحاب فكرة أول قناة تعنى بالحقوق والحريات بالمغرب هو إنتاج شبكة من البرامج التي تعنى بهذا المضمون، وأوضح الشباني، أنه مع العمل المكثف والتواصل الدائم بيننا كأعضاء في المشروع ومؤسسة الوسيط ورغم صعوبة المهمة إلا أننا استطعنا بعد سنتين تحقيق الأهداف وإنتاج شبكة غنية بالبرامج الحصرية من إنتاج ذاتي مئة في المئة.

وأضاف، لاقت قناة أوكسجين ترحيبا واسعا من قبل الجمهور الذي راقته شبكة البرامج ما جعلنا دائمي الاشتغال والتطوير لمواكبة التطلعات المستقبلية المنتظرة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: