دعم عربي واسع للتصعيد الدبلوماسي المغربي ضد إيران

قوبل التصعيد الدبلوماسي المغربي ضد إيران بدعم عربي واسع أبرزته بيانات الدول الخليجية والأردن، ما يعكس عمق ومتانة علاقات المغرب بمحيطه العربي والخليجي.
الخميس 2018/05/03

دبلوماسية حازمة ضد العابثين بوحدة المغرب
أعلنت السعودية والإمارات والبحرين والأردن عن دعمها لقرار المغرب قطع علاقاته مع إيران بسبب دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية.

وأصدرت الدول بيانات منفصلة عقب ساعات من إعلان المغرب عن قراره، معبرة عن تأييدها للخطوة المغربية ووقوفها إلى جانب المغرب في كل ما من شأنه أن يهدد وحدته الترابية.

وأعربت الرياض الأربعاء عن تأييدها لقرار المغرب قطع العلاقات مع إيران متهمة حزب الله اللبناني بـ”التورط” في إرسال أسلحة إلى البوليساريو عن طريق “عنصر” في السفارة الإيرانية بالجزائر.

وأكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية في بيان وقوف المملكة “إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في كل ما يضمن أمنها واستقرارها بما في ذلك قرارها بقطع علاقاتها مع إيران”.

وأضاف المصدر إن حكومة المملكة “تدين بشدة التدخلات الإيرانية في شؤون المغرب الداخلية من خلال أداتها ميليشيا حزب الله الإرهابية”.

وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في يناير 2016، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمال إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجا على إعدام نمر باقر النمر، رجل الدين الشيعي السعودي، مع 46 مدانًا بالانتماء إلى “التنظيمات الإرهابية”.

طهران تريد من خلال دفع حزب الله لدعم البوليساريو، الضغط على المغرب للانسحاب من الحرب على الانقلابيين في اليمن

وتتهم السعودية إيران بامتلاك مشروع توسعي في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، وهو ما تنفيه طهران، وتقول إنها تلتزم بعلاقات حسن الجوار. وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في تغريدة، على حسابه بموقع تويتر، “نقف مع المغرب في حرصه على قضاياه الوطنية وضد التدخلات الإيرانية في شؤونه الداخلية، سياستنا وتوجهنا الداعم للمغرب إرث تاريخي راسخ وموقفنا ثابت في السراء والضراء”.

كما أعلن وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، الثلاثاء، تأييد بلاده للمغرب في قرار قطع العلاقات مع إيران. وغرد وزير الخارجية البحريني على صفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي “نقف مع المغرب في كل موجب كما يقف معنا دائما، ونؤيد بقوة قراره الصائب بقطع العلاقات مع إيران نتيجة دعمها لأعدائه بالتعاون مع حزب الله الإرهابي”.

وأعلن الأردن، الأربعاء، مساندته للمغرب في مواجهة أي “تهديد لأمنه واستقراره”.

جاء ذلك في تغريدة لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال فيها “نقف مع الأشقاء في المملكة المغربية ونساندهم في مواجهة أي تهديد لأمن المغرب واستقراره ووحدة أراضيه”.

وأضاف الصفدي “التضامن والتعاضد سمتان ثابتتان في علاقات المملكتين الأخوية التاريخية التي يرعاها الملك عبدالله الثاني وأخوه الملك محمد السادس”.

وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد أعلن مساء الثلاثاء، قطع بلاده علاقاتها مع إيران وطلب من سفيرها مغادرة البلاد “بسبب علاقة بين حزب الله”. وأوضح أن سبب هذه الخطوة هو “انخراط حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في علاقة مع البوليساريو، وتهديد ذلك لأمن البلاد واستقرارها”.

وأخرجت الأزمة الدبلوماسية بين الرباط وطهران المتهمة بدعم جبهة البوليساريو الانفصالية، التحالف الإيراني الجزائري إلى العلن، باعتبار أن الجزائر تعد أحد أبرز حلفاء الانفصاليين.

ويثير دعم إيران للبوليساريو تساؤلات حول دوافع وأسباب هذا الدعم. ويرى المحلل السياسي المغربي محمد الزهراوي أن هذا الدعم كشف التحالف الإيراني الجزائري وهو تحالف مواز للتحالف المغربي السعودي الإماراتي، ما يشير إلى أن التحالفات دخلت مرحلة جديدة وأصبحت أكثر وضوحا من السابق. وقال محمد الزهراوي إن طهران أرادت من خلال دفع حزب الله لدعم البوليساريو الضغط على المغرب للانسحاب من حرب اليمن.

ويشارك الجيش المغربي في “عملية الحزم” التي تقودها السعودية منذ نحو ثلاث سنوات للتصدي لانقلاب الحوثيين الذي يخوضون حربا بالوكالة لصالح إيران في اليمن.

وكان المغرب قد أعاد علاقاته الدبلوماسية كاملة مع إيران في العام 2016 بعد انقطاع دام أكثر من سبع سنوات، بسبب خلاف بين البلدين حول تصريحات إيرانية طالبت بضم مملكة البحرين إلى أراضيها، وحول ما اعتبرته الرباط أنشطة مذهبية للسفارة الإيرانية في المغرب.

واعتبرت الخطوة حينئذ إجراء دبلوماسيا لا يمس جوهر العلاقات الثنائية المطبوعة بالحذر من طرف المغرب.

ويرى المحلل السياسي محمد بودن أن العلاقات المغربية- الإيرانية ظلت محكومة بحالة عامة من التشكيك، لافتا إلى أن القرار المغربي بقطع العلاقات مع إيران يؤكد وجود فجوة عميقة بين البلدين.

وأضاف  أن هذه الخطوة مهمة لوقف التدخلات الإيرانية الرامية للنيل من السيادة المغربية، مشددا على أن القرار المغربي من شأنه أن يدعم العلاقات مع السعودية والولايات المتحدة.

وأكد ناصر بوريطة أن بلاده “تملك أدلة على تمويل قياديين بحزب الله للبوليساريو، وتدريب عناصر من البوليساريو”.

العلاقات المغربية- الإيرانية ظلت محكومة بحالة عامة من التشكيك
العلاقات المغربية- الإيرانية ظلت محكومة بحالة عامة من التشكيك
وقال إن “الرباط لديها معلومات تفيد بإقدام دبلوماسيين بالسفارة الإيرانية في الجزائر على تسهيل عملية لقاء قياديين من حزب الله بقياديين بالبوليساريو”.

وأوضح وزير الخارجية المغربي، أن بلاده تملك أدلة كثيرة عن “الدعم العسكري” لحزب الله للبوليساريو، وبين أن المغرب “يتوفر على أدلة ومعلومات تؤكد العلاقة بين البوليساريو وحزب الله، منذ نوفمبر 2016”.

ويدعم تقرير نشره مركز بروجيكت سافت الممول من قبل الاتحاد الأوروبي اتهامات المغرب والسعودية لإيران وحزب الله.

وكشف التقرير الذي نشر نهاية العام الماضي علاقة جبهة البوليساريو بالتنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى دعم عسكري ولوجستي تتحصل عليه الجبهة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في إشارة إلى حزب الله والجزائر وربما أيضا ليبيا أيضا التي تعيش انفلاتا أمنيا.

ويرى الباحث في مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث منتصر حمادة، أن إيران تعمل جاهدة وعلى كافة الواجهات لأجل اختراق المغرب ومحاصرته حتى داخل العمق الإفريقي من بوابة الصحراء.

ودعا حمادة إلى ضرورة الانتباه للعمل الميداني الإيراني الهادف لنشر التشيع، مشددا على أن طهران تشتغل على عدة واجهات، دينية وسياسية وأمنية وثقافية وإعلامية وتعليمية واجتماعية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: