الجزائر: الولاية الخامسة لبوتفليقة تطبخ على نار هادئة!

التحقت المركزية النقابية في الجزائر بركب الداعين إلى ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ولاية رئاسية خامسة، إذ استغلت أكبر نقابة في الجزائر فرصة الاحتفال بعيد الشعل لترفع إلى الرئيس لائحة تطالبه فيها بالترشح إلى ولاية جديدة في 2019.
وكانت النقابة المعروفة بدعمها للسلطة أكثر من دفاعها عن العمال قد رفعت لائحة بمناسبة عيد الشغل تطالب فيها الرئيس بوتفليقة للترشح مجدداً في 2019، مبررة موقفها بما تعتبره إنجازات قدمها الرئيس بوتفليقة لفائدة قطاع الشغل، وذلك منذ وصوله إلى الحكم سنة 1999.
ويأتي التحاق المركزية النقابية بركب الداعين إلى ولاية خامسة، الذي يضم حزب السلطة الاول، جبهة التحرير الوطني، ومنظمات طلابية، والعديد من الزوايا الطرقية، ليؤكد أن قاعدة الولاية الخامسة تزداد اتساعا شيئا فشيئا، رغم أنه مازال يفصلنا 11 شهراً على موعد الانتخابات الرئاسية، لكن الذين يديرون العملية يبدو أنهم اختاروا التمهيد لها مبكراً وتعبيد الطريق أمامها من خلال دعوات ومطالب بالترشح ترتفع من هنا وهناك حتى يظهر الرئيس في الأخير في صورة من تنازل وقبل الترشح بعد ضغوط وإلحاح من طرف أحزاب ومنظمات مجتمع مدني، في حين يبقى الرئيس ومن ينطقون باسمه صامتين بخصوص مسألة الترشح من عدمها، والإبقاء على حالة الغموض بخصوص موقف الرئيس.
حتى وإن حافظ الرئيس ومن حوله على الصمت، فإن من الواضح أن الصمت في مثل هذه الحالة هُو علامة الرضا، وأن تحرك الكثير من الأطراف مثل المركزية النقابية أو حزب جبهة التحرير الوطني لا يمكن أن يتم من دون ضوء أخضر، بدليل أن جمال ولد عباس أمين عام حزب جبهة التحرير اعترف قبل بضعة أسابيع أنه ممنوع من الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة والولاية الخامسة بأوامر فوقية، بل إنه قام بمعاقبة كل الذين حاولوا المبادرة في هذا الشأن، مثل النائب بهاء الدين طليبة الذي حاول تأسيس تنسيقية لدعوة بوتفليقة إلى الترشح لولاية خامسة.
من جهتها تبقى المعارضة مشتتة، فلا هي قادرة على الاتفاق حول الخطوات التي ستتخذها، ولا هي حتى قادرة على جمع صفوفها، وحتى اقتراح الدخول في الانتخابات الرئاسية المقبلة بمرشح واحد لم تجلس معا من أجل مناقشته، وتبقى في انتظار الإعلان عن ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة من أجل اتخاذ موقفها أو مواقفها، لأن بعض الأحزاب سارع للإعلان عن مرشحه للانتخابات، في حين فضل آخر التريث وانتظار مدى جدية مشروع الولاية الخامسة، وهو ما يجعل السلطة تواصل تحضير الارضيّة لإعادة ترشيح بوتفليقة في هدوء.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: