مارين لوبان تدعو إلى “أوروبا أخرى” دون مسلمين وأجانب

رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبان تشيد بحركة “جيل الهوية” الراديكالية التي قامت تحت شعار “الدفاع عن أوروبا” بتحركات معادية للهجرة في جبال الألب المجاورة.
استقبلت رئيسة الجبهة الوطنية (اليمين الفرنسي المتطرف) مارين لوبان، الثلاثاء في مدينة نيس، حلفاءها الأوروبيين، للدفاع عن “أوروبا أخرى”، آملة في انتصار لهذه الأحزاب القومية الشعبوية في الانتخابات الأوروبية العام المقبل، بعد نجاح بعضها في الانتخابات المحلية وصعودها الى سدة الحكم.

وقالت رئيسة الجبهة الوطنية إن “الاتحاد الأوروبي اليوم يتسبب في عواقب كارثية على بلداننا لذلك، فإن قيام أوروبا أخرى أمر ممكن، هو اتحاد الأمم الأوروبية”. وأضافت لوبان التي وصلت إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 2017، أن “أوروبا فكرة جيدة والاتحاد الأوروبي يقوم بقتلها”، حيث لم تعد فكرة خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي (فريكست)، التي كانت محور حملتها، تشكل أولوية.

انطلقت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان الثلاثاء، في حشد حلفائها استعدادا لخوض الانتخابات الأوروبية العام المقبل والتي تأمل من خلالها إلى تركيز اتحاد للأمم الأوروبية ديدنه التعصب القومي وطرد الأجانب خاصة المسلمين منهم كبديل عن الاتحاد الأوروبي
وكان يفترض وجود اثنين مهمين من المدعوين، لكن غيابهما قد أثر على استراتيجية التحالف لمارين لوبان، فيما حضر مسؤولون حزبيون آخرون من النمسا وبلجيكا وبولندا وتشيكيا وبلغاريا واليونان. وتغيّب رئيس الرابطة الإيطالية، ماتيو سالفيني، الموجود في بلاده بسبب مشاورات حكومية بعد فوزه في الانتخابات النيابية، حيث أرسل كلمة مسجلة على شريط فيديو.

واعتذر رئيس حزب الحرية الهولندي، المعادي للإسلام، غيرت فيلدرر، عن القدوم في اللحظة الأخيرة، بسبب محاكمة وشيكة في بلاده، فيما تقول مجموعة أوروبا للأمم والحريات في البرلمان الأوروبي، أن غياب فيلدرر يأتي لأن “القانون الفرنسي لا يحترم كثيرا حرية التعبير”. وقال النائب الأوروبي نيكولاس باي إن الغاية من هذا الاجتماع جمع الأحزاب اليمينية القومية القادرة على الفوز بنواب العام المقبل.

وأعربت هذه الأحزاب عن ارتياحها للانتصارات التي حققها حزب الحرية في النمسا، وحزب الرابطة في إيطاليا، وحزب البديل من أجل ألمانيا، وحزب فيديز القومي المحافظ في المجر بزعامة فيكتور أوربان، فيما اعتبر الخبير السياسي جان-إيف كامو أن “هامش نجاح الجبهة الوطنية على صعيد التحالفات ضعيف”. وقال كامو أن “الحلفاء التقليديين، البعض منهم في الحكم مثل حزب الحرية النمساوي، أو على وشك دخول الحكم مثل الرابطة في إيطاليا وهذا ما يمنعهم من اتخاذ خطوات متهورة”.

وخلص الخبير السياسي إلى القول “لن يكون انتحارا لحزب فيكتور أوربان أن يغادر هذا التجمع الحزبي، حتى لو كانت الأمور المشتركة كثيرة مع مارين لوبان أكثر مما هي مع أنجيلا ميركل”. ولا يريد حزب البديل من أجل ألمانيا والأحزاب الأسكندنافية التحالف مع الجبهة الوطنية “التي يعتبرونها دائما على صلة وثيقة بتاريخ اليمين المتطرف”.

وقال الباحث باتريك مورو إن الأولوية لدى هذه الأحزاب لم تعد “الإشكالية الأوروبية التي لا تتيح الفوز بناخبين”، إنما تلك المتصلة بالهجرة والهوية، فيما أشادت لوبان بحركة “جيل الهوية” الراديكالية التي قامت تحت شعار “الدفاع عن أوروبا” بتحركات معادية للهجرة في جبال الألب المجاورة.

وانتقدت النواب الأوروبيين الذين يصوتون على توجيهات “هي في أساس تدفق الهجرة”، معتبرة أن “وجه نيس تغير جزئيا في السنوات العشر الأخيرة” على غرار كثير من المدن الأخرى في فرنسا وأوروبا”. وانتقد عمدة نيس، كريستيان استروسي ما سماه “تجمعا للضغينة والاستبعاد”، فيما نظمت أحزاب يسارية من جانبها تجمّعا في المكان احتجاجا على هذه التظاهرة.

وعزز اليمين الشعبوي في المجر قبضته على الحياة السياسية بعد فوزه في الانتخابات التشريعية، مستفيدا من خطاب شعبوي مبنيّ على معاداة الأجانب والانغلاق على القومية الأوروبية، ما يزيد من اتساع هوة الخلاف بين بودابست وبروكسل حول سياسات اللجوء والهجرة، التي كانت أهم برنامج انتخابي قاد اليميني فيكتور أوربان إلى رئاسة الوزراء في المجر للمرة الثالثة على التوالي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: