ابن مهاجر وزيرا للداخلية البريطانية لحل معضلة المهاجرين

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تعين ساجد جاويد وزيرا للداخلية خلفا لأمبر راد، التي استقالت، ليكون بذلك أول وزير مسلم في بريطانيا يتقلد مهام وزارة سيادية.
سارعت الحكومة البريطانية لاحتواء تداعيات تصريحات وزيرة الداخلية السابقة أمبر راد، التي وصفت البعض ممن ينحدرون من جيل المدعوين إلى بريطانيا لسد العجز في العمالة بأنهم مهاجرون غير شرعيين، بتعيين ساجد جاويد وزيرا جديدا للداخلية قبل يومين من موعد الانتخابات المحلية في بريطانيا، ما يمثل ضربة قاسية لرئيسة الوزراء تيريزا ماي التي كانت تراهن على المحليات لتجاوز هشاشة حكومتها.

وأعرب جاويد، الذي هاجر والداه من باكستان، عن حزنه من تصريحات الوزيرة السابقة، موضحا أن أسرته كان يمكن أن تشملها إجراءات الطرد وذلك في تصريحات لصحيفة صاندي تلغراف البريطانية.

وقال إنه يفتخر بقصة كفاح والده الذي هاجر في الستينات إلى بريطانيا من قرية صغيرة في باكستان في سن صغيرة، إذ كان يبلغ من العمر وقتها 17 عاما، وبدأ حياته العملية عاملا في مصنع للقطن ثم أصبح سائقا للحافلات في المواصلات العامة. وأشار إلى أنه تأثر شخصيا بقضية المهاجرين لأنه من عائلة مهاجرة، مؤكدا أن الحكومة مطالبة بالمزيد من الجهد للتكفل بانشغالات هؤلاء الذين هضمت حقوقهم، والذين تلقوا وعودا بمعالجة ملفاتهم للحصول على الجنسية البريطانية.

وأكد وزير الداخلية الجديد أنه سيراجع سياسة الهجرة لتكون منصفة وتضمن “احترام الناس وكرامتهم”. وأصبح جاويد، البالغ من العمر 48 عاما، عضوا في البرلمان في عام 2010، وساند حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي، على الرغم من تقارير أفادت بأنه كان يميل إلى الخروج من الاتحاد.

ومع استقالة راد تجد ماي نفسها في الخط الأمامي للدفاع عن سياسة كانت أول من دعا إليها عندما كانت وزيرة للداخلية بين 2010 و2016 في حكومة ديفيد كاميرون.

واستقالت راد (54 عاما) عندما تبين أن لوزارتها أهدافا محددة بطرد المهاجرين غير الشرعيين، ولو أنها نفت علمها بالأمر أمام لجنة نيابية. وأقرت في رسالة الاستقالة “لقد قمت بتضليل غير متعمد للجنة النيابية للشؤون الداخلية حول أهداف ترحيل مهاجرين غير شرعيين”. وعلقت ماي معبرة عن “الأسف الشديد” لرحيل الوزيرة التي كان عليها أن تجد لها بديلا في غضون ساعات فقط وقبل بضعة أيام على انتخابات محلية حاسمة لحكومتها المحافظة التي تعاني من الانقسام حول بريكست ولا تملك سوى غالبية ضئيلة في البرلمان. وقال زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن إن “راد كانت بمثابة ستار لماي وقد رحلت الآن وعلى ماي الإجابة عن الأسئلة حول عملها عندما كانت وزيرة للداخلية”، بينما طالب العديد من نواب حزبه باستقالة رئيسة الحكومة.

وينتظر حزب العمال من الوزير الجديد تقديم توضيحات حول “أكاذيب” راد وكيف يريد إصلاح الوضع ومتى سيعرض مشروع القانون للتعويض عن الضحايا ومن حدد هذه الأهداف وكم من الأشخاص تم طردهم خطأ وما كانت تعلمه رئيسة الحكومة.

ودفعت راد ثمن فضيحة ويندراش في إشارة إلى سفينة تحمل هذا الاسم نقلت مجموعة أولى من المهاجرين في 1948 من دول الكومنولث والكاريبي لإعادة إعمار المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.

ومع أن قانونا صدر في العام 1971 منحهم الحق في البقاء، الا أن العديد منهم لم يتمموا الإجراءات القانونية غالبا لأنهم كانوا أطفالا أتوا على جوازات سفر والديهم أو أشقائهم ولم يتقدموا بطلب بأسمائهم.

وبات هؤلاء يعاملون على أنهم مهاجرون غير شرعيين ويواجهون خطر الترحيل إذا لم يقدموا أدلة على كل عام أمضوه في بريطانيا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: