اتصالات المغرب تكرس استراتيجية التوسع في أسواق أفريقيا
فروع اتصالات المغرب في دول جنوب الصحراء الأفريقية تسجل نموا كبيرا، ما يتماشى مع الاختيارات الاستراتيجية للشركة في هذه الأسواق.
سوق واعدة لجني المزيد من الأرباح
استحوذت اتصالات المغرب على حصة من شركة أوناتيل البوركينية، في خطوة جديدة تزيد من زخم أعمال المجموعة التوسعية في قارة أفريقيا. وتمكنت المجموعة بموجب تلك الصفقة من امتلاك 10 بالمئة من أوناتيل المدرجة بالبورصة الإقليمية للقيم المنقولة في عاصمة ساحل العاج أبيدجان، بقيمة تقدر بنحو 50 مليون دولار.
وترتب على هذه العملية، رفع مساهمة اتصالات المغرب في رأس مال فرعها ببوركينا فاسو إلى حوالي 61 بالمئة. وتواصل المجموعة تعزيز موقعها الريادي في القطاع بالمغرب وباقي دول جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية التي تتمركز فيها، حيث تتزايد مساهمة تلك الأسواق الخارجية في إيرادات وأرباح اتصالات المغرب عاما بعد آخر.
كرّست اتصالات المغرب، بفضل سياساتها التوسعية داخل أسواق أفريقيا حينما استحوذت على حصة في شركة أوناتيل البوركينية، أحدث خطوة من خطوات استراتيجيتها طويلة المدى التي تتبعها، وهو ما يجعلها إحدى أبرز شركات الاتصالات في القارة
وقال عبدالسلام أحيزون، رئيس مجلس إدارة المجموعة المغربية تعليقا على الصفقة، إن “فروع اتصالات المغرب في دول جنوب الصحراء الأفريقية تسجل نموا كبيرا، ما يتماشى مع الاختيارات الاستراتيجية للشركة في هذه الأسواق”.
وتعد المجموعة التي تأسست في عام 1998 المسؤولة عن خدمات الهاتف المحمول والثابت والإنترنت في المغرب، وسبقت في تقديم مختلف الخدمات وتحتكر أيضا العديد منها إلى حد الآن.
وكانت اتصالات الإمارات قد استحوذت في مايو 2014 على حصة الأغلبية المقدرة بنحو 53 بالمئة في اتصالات المغرب التي كانت على ملك مجموعة فيفندي الفرنسية، ما أعطى زخما جديدا للمجموعة المغربية.
وتملك الدولة المغربية نحو 30 بالمئة من أسهم اتصالات المغرب المدرجة في بورصة الدار البيضاء، والتي تعد أكبر شركة للاتصالات في البلاد، ولها أنشطة كثيرة في عدة دول أفريقية.
ويقول خبراء إن تميّز المجموعة المغربية بترسيخ أقدامها في أفريقيا يعود بالأساس للنجاح الاستثنائي الذي حققته فروع المجموعة في القارة من خلال اتفاقيات تعاون مع شركات لها موطئ قدم سابقا أو من خلال الاستحواذ على حصص فيها أو حتى الاستحواذ عليها.
وكشفت نتائج أعمال اتصالات المغرب في الربع الأول من العام الجاري، مدى صلابة الخطط التي تتبعها، حيث ارتفع عدد زبائنها بنحو 7.8 بالمئة، ليبلغ نحو 59 مليون مشترك في المغرب وبلدان أفريقيا.
وانعكس ذلك الأمر على رقم معاملاتها الذي ارتفع بنحو 5.6 بالمئة، بمقارنة سنوية، ليبلغ نحو 9 مليارات درهم (970 مليون دولار)، وهو ما يجعلها إحدى أكبر شركات الاتصالات في القارة.
وأكد أحيزون أن هذه النتائج تعكس فعالية الاستراتيجية التي تعتمدها اتصالات المغرب في مواكبة تطور أسواقها بأفريقيا ومسايرة التطورات التكنولوجية والاستجابة لحاجيات الزبائن في ما يخص خدمات الإنترنت فائق السرعة بنوعيه الثابت والنقال. واستثمرت المجموعة خلال السنوات العشر الأخيرة حوالي 7.3 مليارات دولار من أجل تحديث البنى التحتية وجودة خدمات قطاع الاتصالات بأفريقيا.
وركزت المجموعة على التوسع داخل أسواق أفريقيا، حيث استثمرت في مشاريع كبرى مثل الكابل الأرضي، الذي يعبر دولا أفريقية بطول 5300 كيلومتر يربط المغرب ببوركينا فاسو مرورا بموريتانيا ومالي.
وخصصت اتصالات المغرب كذلك أليافا بصرية في شبكتها المحلية والدولية على طول 6900 كيلومتر في منطقة تضم النيجر وبوركينا فاسو ومالي وموريتانيا، وتشمل المغرب أيضا.
ويرى أحيزون أن النتائج الجيدة التي حققتها المجموعة تؤكد قدرتها على الصمود، وتوقع تطورات السوق. وقال إن ذلك “يعكس قدرة المجموعة على التحكم في الأسعار واتباعها سياسة استثمار مربحة ولا سيما على مستوى الشركات التابعة الأفريقية”.
وتعد اتصالات المغرب، الشركة الوحيدة في المغرب التي تقدم خدمات الجيل الرابع، كما أن شركة غابون تليكوم التابعة للمجموعة كانت من بين أولى الشركات التي أطلقت تلك الخدمة.
ويعود تزايد عدد زبائن اتصالات المغرب سنويا داخل المغرب وبعض دول أفريقيا، بحسب مسؤولين في المجموعة، إلى ارتفاع الطلب على الهواتف المحمولة في الفروع الجديدة. ورصدت اتصالات المغرب حوالي 8 مليارات درهم (868 مليون دولار) لتوسيع الشبكات واستعمال أحدث التقنيات طيلة العام الجاري.
ويؤكد مسؤولو المجموعة أن تلك الاعتمادات تم تخصيصها استنادا إلى أرباح الشركة الآخذة في النمو. وقال رئيس مجلس إدارة المجموعة، “سنواصل خلال العام الحالي استراتيجيتنا المبنية على الإبداع بهدف منح زبائننا أفضل التكنولوجيات والخدمات”.
وتمكنت المجموعة من تحقيق أرباح صافية خلال السنة الماضية بنسبة 4.4 بالمئة، بمقارنة سنوية لتصل إلى 5.87 مليار درهم (نحو 55 مليون دولار). وتملك المجموعة 10 فروع في دول أفريقية ساهمت في ارتفاع رقم معاملاتها رغم انخفاض أسعار المكالمات ومزاحمة المكالمات عبر الإنترنت. وتعمل في المغرب 3 شركات اتصالات هي وانا كوربوريشن وميديتيل، إضافة إلى اتصالات المغرب.