قمة تاريخية بين زعيمين الكوري الشمالي والجنوبي
في المنطقة الحدودية
التقى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-أون، ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي-إن، في المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح بين البلدين.
واستقبل الزعيم الكوري الجنوبي، نظيره الشمالي، عند الحواجز الإسمنتية التي ترسم الحدود بين الكوريتين في قرية بانموجوم الحدودية.
وبعد الاستقبال وقف الزعيمان جنبًا لجنب وهما يمسكان بأيدي بعضهما لالتقاط صور تذكارية أمام عدسات الكاميرات، ثم توجها لموقع عقد القمة في المنطقة المنزوعة السلاح بعد التوقيع على دفتر الزوار في ” بيت السلام”.
واشير الى ان كيم دون العبارة التالية في الدفتر :” اعتبارا من هذه اللحظة انطلق عهد جديد. اننا على اعتاب اطلاق بداية تاريخ عصر السلام”.
وبدات القمة التاريخية بين الطرفين قبل 15 دقيقة من موعدها المحدد حيث رافقت كيم شقيقته ومستشارته المقربة كيم يو جونغ التي أرسلت في شهر شباط/ فبراير الى كوريا الجنوبية بصفتها ممثلة عن الرئيس الكوري الشمالي، وكذلك المسؤول الكوري الشمالي عن العلاقات بين الكوريتين.
ويعتبر اللقاء الذي يُعقد في “بيت السلام” في الجزء الجنوبي من المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل شبه الجزيرة الكورية إلى شطرين، هو الثالث من نوعه منذ نهاية الحرب الكورية في العام 1953.
وقال الرئيس الكوري الشمالي كيم ان لقائه بنظيره الكوري الجنوبي جرى في جو ودي وانه تم تبادل الآراء بشكل واضح وصريح متمنيا تمخض القمة بنتائج إيجابية.
وأضاف كيم قائلا: “بهذه المناسبة، لننظر إلى المستقبل ونلبي تطلعات الناس، دون العودة إلى الماضي لتكن فرصة للمضي قدما متشابكي الأيدي نحو المستقبل “.
ومن جهته، قال الزعيم الكوري الجنوبي مون إن بانمونجوم تتحول من رمز للانقسام إلى رمز للسلام عند لحظة عبور كيم الخط العسكري الفاصل مقترحا إجراء حوار صريح وبقلب مفتوح، والتوصل إلى اتفاق من أجل تقديم هدية قيمة إلى جميع الناس في العالم الراغبين في إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية.
وكان قد قال مون لنظيره الشمالي “أنا سعيد بلقائك”، ليُصبح كيم أول زعيم كوري شمالي تطأ قدمه الأراضي الكورية الجنوبية منذ الحرب الكورية قبل 65 عاما.
هذا وتناول الزعيمين الكوريين خلال اللقاء، العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك مثل توحيد شبه الجزيرة الكورية، وتطهيرها من الأسلحة النووية، وتعزيز العلاقات بين الكوريتين.
هذا وعقب اللقاء غادر الزعيم الكوري الشمالي قرية “بانمونجوم“، الا انه من المنتظر ان يواصلا لقائهما مساءا مرة أخرى.
وعلم ان كيم ومون سيشاركان كذلك بعد تناول طعام الغذاء في زراعة شجرة صنوبر يعود تاريخها إلى العام 1953 على الخط الفاصل بين البلدين باستخدام خليط تربة من جبال وأنهار البلدين.
كما انه سيتم وضع حجر كتب عليها عبارة “ نضيف السلام والرخاء لهذا الموقع “.
والسبت الماضي، أعلنت كوريا الشمالية، أنها ستتوقف عن تجاربها النووية وإطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، في خطة لاقت ترحيبا دوليًا لاسيما من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبدأت ملامح تحسن العلاقات بين الجارتين في شبه الجزيرة الكورية، منذ موافقتهما على تشكيل فريق أولمبي موحد، والسير تحت راية واحدة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي استضافتها كوريا الجنوبية في فبراير/ شباط الماضي.
ويشار إلى أن آخر قمتين عقدتا بين الكوريتين كانتا عامي 2000 و2007 في بيونغ يانغ.
هذا وفي مارس/آذار الماضي وافق ترامب وبشكل مفاجئ، دعوة للقاء الزعيم الكوري الشمالي “كيم” مما شكل منعطفًا نحو تهدئة التوتر في شبه الجزيرة الكورية وبين بيونغ يانغ وواشنطن.