مقاهي العائلات متنفس للنساء ببلجيكا
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة لم تكن موجودة من قبل.. ظاهرة استفحلت بشدة لوجود من يشجعها ويراها عادية في مجتمع بدأ ينسلخ عن عاداته وتقاليده ويتبع الغرب في كل تصرفاته.. ظاهرة ينظر إليها الكثير من المحافظين بعيون الاستهجان ولكن لا يوجد من يمكنه المعارضة لأنه حتما سيسمع ما لا يرضيه كونه يتدخل في ما لا يعنيه!
موضوع نقاشنا اليوم سيكون حول فتيات المقاهي، أو تلك الفئة من النساء اللواتي لا يجدن حرجا في مزاحمة الرجال، في أماكن كانت من سنوات حكرا عليهم، ويدخلن بفخر لشراء الحاجيات أو للدردشة بالساعات، خاصة في المساء ، وكأنهن حسب تعبير البعض لا يملكن بيوتا يتناولن فيها القهوى، أو لكأن الأماكن المريحة انعدمت حتى استبدلنها بأوكار يرتادها كل أصناف البشر ولا تكاد تخلو من رائحة “الشمة” ودخان السجائر!
هي حرية شخصية
سلوى، 20 سنة، طالبة جامعية تقول: “في كل صباح أدخل لمقهى قريب من الجامعة كي أشتري القهوة وبعض الحلوى، ولا أجد حرجا أبدا لأن المقاهي ملك للجميع ولا توجد أي لافتة تسمح للرجال بالدخول وتمنع النساء.. أنا مقيمة ببروكسيل ولدي ضغوط كثيرة تمنعني من الطبخ أو الدخول في طابور طويل، لذلك أشتري قهوتي من المقهى، ولا يهمني رأي أحد لأني حرة في تصرفاتي.”
سناء، 35 سنة، موظفة تقول: “لا يمكنني أن أبدأ يومي أبدا دون تناول فنجان قهوة مركز ومن يراني وقحة فليذهب للجحيم لأني لا أفعل الحرام بل أقتني احتياجاتي..”
سميرة، 27 سنة، موظفة تقول: “مع طبيعة عملي التي تسببت لي في ضغوط لا يعلمها إلا الله، ومع أطفالي الصغار الذين أستيقظ على السادسة صباحا لتجهيزهم لا أجد وقتا لاحتساء كوب قهوة أو شاي، لذلك أضطر لدخول المقهى فهو الوحيد الذي يوفر هذه الخدمة في الصباح الباكر، ومع أني ألمح نظرات الاستهجان والاستغراب من مغاربة بلجيكا إلا أني لا أكترث بأحد لأن همومي تكفيني.”
هذا رأي الرجال؟
لأن دخول العنصر النسوي إلى المقاهي يغيضهم ويزعجهم، ارتأينا أن نأخذ رأيهم في الموضوع، فكانت ردودهم على اختلاف مستوياتهم تقريبا متشابهة..
فوزي، 25 سنة، طالب جامعي يقول: “الأمر مثير للسخرية حقا والمرأة تهين نفسها بدخولها وهي في كامل زينتها وأناقتها لمقهى يرتاده الصالحون والطالحون وحتى أراذل القوم و”الحثالة”.. أنا أرى المرأة ملكة وفي اعتقادي الملكات لا يدخلن إلى المقاهي لأنها لا تليق بمستواهن الراقي.”
سمير. 37 سنة، مهندس دولة في الإعلام الآلي يقول: “لو تعلم المرأة أي صنف من الرجال يوجد في المقاهي لما تجرأت ودخلت.. ولو تعلم ماذا يقولون عنها لفضلت الموت على شرب القهوة هناك أو حتى مجرد الشراء والانصراف.. إنها تهين نفسها أيما إهانة بولوج دائرة الشواذ والمنحرفين..”
رابح، 48 سنة، صاحب مقهى يقول: “أستقبل يوميا العنصر النسوي في مقهاي ويبقى الأمر حرية شخصية و نحن نعيش في عصر العولمة و في دول أوروبية متقدمة ؟؟؟”.
إلهام 47 سنة ، فالعادات والتقاليد المغربية هي من يجعل من المرأة مقيدة، على عكس الدين الإسلامي الذي حررها، فيكفي أن نستحضر ـ حسبها ـ أن زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، خديجة كانت تاجرة لندرك أن للمرأة الحق في الدخول إلى المقاهي الشعبية!
وأضافت ، أن المقاهي هي أماكن للراحة والاسترخاء وتبادل الأفكار مع الصديقات وليست حكرا على العنصر الذكوري.”
و ترى أن ارتياد النساء للمقاهي ليس عيبا في حد ذاته لأنها أماكن عمومية من المفروض أن يقصدها الجميع من الجنسين، لكن ولأن بعض المغاربة ببروكسيل يعيشون انغلاقا فكريا فقد صنفت في خانة المحرمات..
هذا وتشير إلى طبيعة المقاهي عندنا التي من المفروض أنها تتنافى وطبيعة المرأة الراقية، لأنها حسبها تجمع أصنافا غير مرغوبين من البشر، معظمهم مدمنون على السجائر والمخدرات ولعب “الدومينو”..
وعن تنامي الظاهرة في مجتمع أوروبي لا يزالون يرفضون مثل هاته التصرفات تقول السيدة والي أن المرأة المغربية الأوروبية تمردت على العادات والتقاليد وحطمت قيود الحديد وهدفها الوصول إلى المساواة الكاملة مع الرجل وتحقيق ما تريد..
اللغط كبير والجدال عقيم حسب السيد عبد الرحمان الذي يقول أنه علينا التفكير في حلول بناءة بدل نعت المرأة بأقبح الأوصاف وتجريم الرجل وإدانة المجتمع، فتعميم المقاهي النسوية التي تليق بمقام المرأة الراقي هو أفضل ما يمكن العمل عليه حسبما أشار إليه..
هذا وتشير لامية إلى ضرورة العمل على تجسيد مشروع المقهى النسوي في كل بلدية او حي كي يتسنى للنساء قضاء حوائجهن بعيدا عن تطفل الرجال ونظراتهم المحتقرة.
و الحقيقة هو أن المرأة المغربية من الجالية المغربية تعيش في مجتمع أوروبي ليس فيه فرق بين رجل أو امرأة بل للمرأة حرية أكثر يمكن أن تعيش حياتها بكل حرية بعيدا عن القيود و النظرات التي تواجهها في المغرب . على العلم أن هناك نساء بمتابة الرجال يسيرن بيوتهن و يعملن طيلة النهار لتوفير عيشة كريمة للعائلة ، فلما لا تجالس الرجال في المقاهي و تأخد حريتها مادامت محترمة .