فرنسا ترحل إماما سلفيا إلى الجزائر بسبب خطبه المتطرفة
المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تعطي الإذن للسلطات الفرنسية بطرد إمام سلفي من مدينة مرسيليا بسبب خطبه المتطرفة.
إغلاق مسجد السنة في مرسيليا بسبب خطب تشرّع الجهاد المسلح
رحّلت السلطات الفرنسية إماما سلفيا من مرسيليا (جنوب شرق) معروفا بخطبه المتطرفة الى الجزائر صباح الجمعة، بحسب ما أفادت مصادر في وزارة الداخلية.
وكان الامام الهادي دودي تبلغ الثلاثاء قرار الترحيل الصادر عن وزارة الداخلية بسبب خطبه الا ان المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان علّقت التنفيذ قبل ان تعود لاعطاء الضوء الاخضر الخميس. واوضح بيان للمحكمة ان القرار اتخذ “في ضوء المعلومات التي قدمها الطرفان”.
وكان نبيل بودي محامي السلفي الهادي دودي تظلم للمحكمة الاوروبية لحقوق الانسان مشيرا الى خطر تعرض موكله للتعذيب او “معاملة غير انسانية او مهينة” اذا طردته السلطات الفرنسية الى الجزائر.
وتم ابلاغ الامام المعني الثلاثاء بقرار طرده الذي اتخذته وزارة الداخلية بسبب خطبه. لكن المحكمة الاوروبية علقت الثلاثاء تنفيذ قرار الطرد بموجب الفصل 39 من نظامها الذي ينص على امكانية اتخاذ اجراءات مؤقتة.
ومنحت المحكمة الحكومة الفرنسية 72 ساعة “لجمع المعلومات الاضافية الضرورية لاتخاذ قرار”. واودع الامام المعني منذ ذلك التاريخ مركز احتجاز اداري.
واخذ على امام مسجد السنة في مرسيليا البالغ من العمر 63 عاما القاء خطبا شديدة التطرف. ويتعلق الامر خصوصا، بحسب طلب الداخلية الفرنسية طرده، “باعمال استفزازية صريحة ومتعمدة (تدعو) الى التمييز والكراهية او العنف ضد شخص او مجموعة من الاشخاص” على غرار النساء والشيعة واليهود ومن يزنى.
وفي رايها المؤيد لطلب الطرد بتاريخ 8 مارس، رات لجنة مكونة من قضاة اداريين وقضائيين بمرسيليا ان “تحليل الايديولوجيا التي يروج لها دودي يظهر انه ينفي الآخر في تفرده وانسانيته”.
واضافت اللجنة “وهو لا يعرفه الا بالعلاقة بجنسه وانتمائه لعنصر من عدمه ولطائفة من الاشخاص، وهو ما يمس المبادىء الاساسية للجمهورية”. وكانت مديرية شرطة منطقة بوش دو رون (جنوب شرق) اتخذت في 11 ديسمبر 2017 قرارا بغلق مسجد السنة ستة اشهر.
ومنذ انقضاء مدة حالة الطوارئ في فرنسا في أوائل نوفمبر الماضي، تم إغلاق مسجدين، فيما لم تعد ثلاثة مساجد اخرى الى فتح أبوابها. وقال رئيس الشرطة في منطقة بوش دي رون، اوليفيه دو مازيير، “رغم إدانة الاعتداءات التي حصلت في فرنسا”، الا أن الخطب التي تلقى في هذا المسجد ويتم بثها أحيانًا عبر الانترنت “تشرّع الجهاد المسلح وقتل من يزني والمرتدّين”.
والإمام الذي حضر الى قسم الشرطة، في أوائل شهر ديسمبر من العام الماضي، اعترف بأنه “يقف وراء كتابات قد تحّض على الكراهية” وأن “خطابه لم يتغير منذ 2015″، رغم الاعتداءات التي ضربت فرنسا.
وأشارت الشرطة إلى أن العديد من المؤمنين في المسجد قالوا في السنوات الأخيرة انهم ينتمون الى القاعدة أو أنهم ذهبوا الى العراق وسوريا، وأن “رسائل فيها كراهية وتمييز” قيلت في المسجد، وتنتشر في المؤسسات التعليمية التابعة له.
وقال نائب رئيس المجلس الاقليمي للديانة الاسلامية عبدالرحمن غول، حينها، “انتظرنا هذا القرار منذ زمن”. واضاف ان الامام الهادي دودي هو “القائد الروحي لتوجّه يدعو الى الكراهية والعنف”، وتابع “لقد حذرناه، حاولنا اقناعه، لكن للأسف لا يسمع”.