في الوقت الذي كان الناطق الرسمي للأمم المتحدة ينفي انتهاك جماعات البوليزاريو لاتفاق وقف اطلاق النار وفق الشكاية الرسمية التي تقدم به المغرب، كانت تلميذات إيطاليات من نواحي مدينة فيرينسي ينقلن صورا حية من عين المكان وثقن من خلالها بعض مظاهر انتهاك وقف إطلاق النار من قبل البوليزاريو والتي أشارت إليها الرسالة الرسمية للحكومة المغربية إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة.
التلميذات الإيطاليات “غايا فيتسوتي”، “ريبيكا غويريني” و “ليزا كيريكو” التابعات لثانوية “أنيوليتّي” ببلدة “سيستو فيورينتينو اللواتي شاركن ضمن وفد إيطالي يضم بعض المسؤولين المحليين ببعض البلديات الصغيرة بفيرينسي بزيارة من تنظيم منظمة مساندة للبوليزاريو لبعض المناطق الحدودية في أقصى الجنوب الشرقي بين الجزائر والمغرب، شاركن في “تظاهرة” إستفزازية للقوات المسلحة الملكية المغربية المرابطة على الحدود بمنطقة تيشلا.
فمن خلال المذكرات اليومية التي كن ينشرنها التلميذات الثلاثة على أحد المواقع المحلية بفيرينسي استطعن التوثيق لعملية استفزاز واضحة من قبل بعض عناصر البوليزاريو بوصولها إلى غاية الجدار العازل وعلى مرمى بضعة أمتار من الجنود المغاربة رفقة الوفود الأجنبية المشكلة في معظمها من الإسبان، تضيف التلميذات الإيطاليات.
هذا فيما لم تكتف عناصر البوليزاريو، التي “كانت تتحرك باحترافية كبيرة وسط الألغام” بحسب شهادة الوفد الإيطالي، بالتظاهر فقط ورفع الشعارات بل قام البعض باستفزاز أفراد القوات المسلحة المغربية المرابطة على الحدود بمحاولة الإقتراب منهم رافعين علم البوليزاريو أمام مرأى الجميع، وهو ما استغرب له الوفد الإيطالي بحسب ما جاء في التقرير الذي أعدته التلميذات الثلاثة ووثقن له من خلال مجموعة من الصور.
للإشارة فإن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بالرغم من نفي المتحدث الرسمي بداية رصد أي انتهاك لوقف إطلاق النار من قبل البوليزاريو، اعترف في تقريره الأخير أمام مجلس الأمن وسط الأسبوع الماضي بأن البعثة الأممية لاحظت “ست مظاهرات قام بها مدنيون صحراويون داخل المنطقة العازلة على مقربة من الجدار الرملي، وعلى الرغم من أن هذه المظاهرات كانت ذات طابع سلمي عادة، فقد قام متظاهرون في إحدى المرات بإلقاء الحجارة صوب أفراد الجيش الملكي المغربي المتواجدين في الجدار الرملي” وهو ما اعتبره المغرب انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.