عدم وجود دافع إسلامي في حادث مونستر يحبط اليمين المتطرف الألماني
الشرطة الألمانية تتمكن من منع وقوع هجوم في مسابقة نصف الماراثون في العاصمة برلين بمشاركة 36 ألف شخص.
الإرهاب لا دين له
أصيب تيار اليمين المتطرف في ألمانيا بالإحباط بعد أن أعلنت السلطات الألمانية عن عدم وجود دافع إسلامي وراء حادث الدهس بمونستر، بعد أن أكدت وزارة الداخلية أن منفذ الحادث ألماني، فيما أمر المدعي العام الأحد، بمداهمة منازل ثمانية أعضاء في جماعة يمينية متطرفة يعتقد أنها تخطط لهجوم إرهابي بالسكاكين.
وكتب جيم أوزديمير، الزعيم السابق لحزب الخضر، على تويتر “الآن بعدما ظهر أن الجاني في مونستر ألماني وأن الحادث ليست له خلفية إسلامية، أصيب بعض اليمينيين بالإحباط”، مشيرا إلى أن هذا التيار “مريض تماما كتيار الإسلام السياسي، لأنه إذا كان المرء آدميا، فإنه يحزن على كل ضحية”.
وتأتي تغريدة أوزديمير ردّا على تصريحات لبياتريكس فون شتورخ، السياسية في حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف، والتي سارعت إلى إتهام المسلمين في ألمانيا بالوقوف وراء الحادث قبل أن تفند الشرطة الألمانية ادعاءاتها.
وأثارت تغريدة فون شتورخ ردود فعل غاضبة، لأنها كتبت بعد وقت قصير من الحادث “مقلد للإرهاب الإسلامي يضرب والمدافعون عن التنوع والإسلام وأنصار التهوين يحتفلون”، مشيرة إلى أن هذا يظهر أن الجميع يعي خطر الإرهاب الإسلامي.
وندّد يان كروته، الرئيس التنفيذي لكتلة اليسار بتصريحات السياسية اليمينية المتطرفة قائلا “من لا يمكنه ببساطة أن يحزن ويتعاطف، فإن بوصلة الاستقامة الإنسانية لديه لا تعمل، ومن يستغل مثل هذه المأساة سياسيا، فإنه مختل سياسيا وأخلاقيا”.
وأشاد أرمين لاشيت، رئيس حكومة ولاية شمال الراين وستفاليا، برد الفعل المتعقل لمواطني مدينة مونستر، متمنيا أن تصل هذه “التجربة الخاصة للمدينة المسالمة إلى هؤلاء الذين سارعوا إلى بدء التحريض على تويتر ومواقع أخرى”، في إشارة إلى أنصار اليمين المتطرف.
وأضاف لاشيت أن “دين الجاني لا يهم بالنسبة للضحايا، فقد فقدوا إنسانا، ويجب أن يبقي المرء هذا الاحترام نصب عينيه”.
واستبعدت وزارة الداخلية الألمانية أن يكون هناك دافع إسلامي وراء الحادث، مؤكدة أن منفذ الهجوم ألماني يعتقد أنه يعاني من مشاكل نفسية.
وقال هربرت رويل، وزير الداخلية في ولاية شمال الراين وستفاليا إن الرجل الذي كان يقود عربة “فان” مخصصة للرحلات وصدم بها مجموعة من الناس كانوا جالسين خارج مطعم في مدينة مونستر السبت، تصرف بمفرده ويبدو أنه يعاني من مشاكل نفسية.
وقال رويل “نعلم الآن أنه كان ألمانيا ويعمل بمفرده على الأرجح”، مضيفا “هناك الكثير من المؤشرات على أن الشخص المعني كان يعاني من مشاكل نفسية”. وتابع أنه ليست هناك أي أدلة على وجود صلة له بالتشدد الإسلامي، مؤكدا أن منفذ الهجوم ليس لاجئا.
وقالت قناة “زد.دي.إف” التلفزيونية الألمانية إن الشرطة فتشت منزل مرتكب الحادث وتجري تحريات عن اتصاله بمتطرفين يمينيين، لكن لا دليل بعد على أنه هو نفسه يميني متطرف.
وأعلن مكتب المدعي الاتحادي الألماني أن الشرطة داهمت الأحد، منازل ثمانية من المعتقد أنهم أعضاء في جماعة يمينية متطرفة في برلين وفي ولايتي براندنبرج وتورينجين بحثا عن أسلحة.
وقال المكتب في بيان إن العملية شملت تفتيش منازل الثمانية الذين يشتبه أنهم أسسوا جماعة إرهابية يمينية متطرفة.
وكان المحققون، الذين ساعدهم في التفتيش أفراد من وحدة الشرطة المتخصصة في مكافحة الإرهاب، يبحثون عن أسلحة بحوزة المتهمين الذين يعتقد المحققون أنهم مستعدون لقتل أفراد مستهدفين إذا تطلب الأمر.
ويعتقد المحققون أن المتهمين أعضاء في جماعة مواطني الرايخ الذين لا يعترفون بألمانيا الحديثة كدولة شرعية ويصرون على أن “الرايخ الألماني” ما زال قائما رغم هزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، حيث تقدر المخابرات الداخلية أن الجماعة تضم آلاف الأعضاء.
وكشفت تقارير صُحفية في ألمانيا أن الشرطة تمكنت من منع وقوع هجوم في مسابقة نصف الماراثون التي انطلقت بعد ظهر الأحد في العاصمة برلين بمشاركة 36 ألف شخص.