ثمانية شهداء في جمعة الكاوتشوك في غزة
آلاف الفلسطينيين يشاركون مجددا في تظاهرات احتجاجية في خمس نقاط على طول الحدود بين غزة وإسرائيل.
القنص الإسرائيلي مستمر في غزة
غزة – ارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة إلى 8 وتسجيل إصابة أكثر من ألف جريح في المواجهات المستمرة للأسبوع الثاني على التوالي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد فلسطيني ثامن في جنوب قطاع غزة برصاص الجيش الإسرائيلي ليرتفع عدد الشهداء إلى ثمانية.
وأضافت الوزارة أن “الفلسطيني محمد سعيد موسى الحاج صالح (33 عاما) استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي، وسط قطاع غزة”، خلال مشاركته في مسيرات “العودة”، المتواصلة لليوم الثامن على التوالي، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هُجّروا منها عام 1948.
وقالت الوزارة في بيان إن مجدي رمضان شبات، قتل برصاص الجيش، شرق مدينة غزة، فيما أًصيب 250 آخرين. ومع مقتل شبات، يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين الجمعة إلى ثلاثة، حيث قتل الجيش الإسرائيلي الشاب أسامة خميس قديح (38 عاما) بعد ظهر الجمعة، فيما توفي ثائر محمد رابعة (30 عاماً)، متأثراً بجراح أصيب بها الجمعة الماضية (30 مارس).
واندلعت مواجهات الجمعة بين مئات المتظاهرين الفلسطينيين الذين أشعلوا إطارات السيارات، والجيش الإسرائيلي الذي أطلق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، قرب الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة.
وفي كلمة أمام آلاف المتظاهرين في مخيم “العودة” قرب الحدود في خان يونس قال يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة إن “مؤامرة الحصار والتجويع فشلت”.
وتابع “قالوا غزة ستتخلى عن ثوابتها ومشروع التحرير والعودة إذا تم تجويعها ولكن تخرج غزة اليوم، الصغير والكبير والرجل والمرأة والطفل تقول إن هذا هو العدو الذي يحاصرنا إذا انفجرنا سننفجر في وجهه”.
وتابع “سنفاجئ شعبنا وشبابنا والعالم كله ولينتظروا زحفنا سنقتلع الحدود وسنعود الى ارضنا وسنصلي بالقدس” وسط هتافات “على القدس رايحين شهداء بالملايين”.
وبدأ الفلسطينيون الجمعة الماضي في “يوم الأرض” حركة احتجاجية تحت عنوان “مسيرة العودة” لمدة ستة أسابيع يفترض أن تنتهي في ذكرى “النكبة”. وتخللتها صدامات قتل فيها 18 فلسطينيا في أقوى موجة عنف يشهدها القطاع منذ حرب 2014.
وحاول عشرات المتظاهرين عدة مرات اجتياز الحدود شرق رفح وخان يونس.
وافادت وكالة فرانس برس أن الاف المتظاهرين تجمعوا على بعد عشرات الأمتار من السياج الحدودي وأشعلوا مئات من إطارات السيارات ورشقوا الجيش الإسرائيلي بالحجارة.
وأطلق الجيش الرصاص وعشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع، كما فتح خراطيم المياه على المتظاهرين في شرق مدينة غزة.
وأشعل مئات المتظاهرين أيضا عشرات إطارات السيارات قرب الحدود شرق جباليا في شمال القطاع، وكذلك شرق مخيم البريج (وسط) وشرق خان يونس ورفح في جنوب القطاع.
وكان المنظمون أعلنوا أنهم يتوقعون مشاركة آلاف الفلسطينيين في الاحتجاج في خمس نقاط على طول الحدود بين غزة وإسرائيل.
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة حالة “الاستنفار والطوارئ” تحسبا لاحتمال سقوط إصابات خلال المواجهات.
وقالت اللجنة التنسيقية لـ”مسيرة العودة” إن التحرك “الرئيسي سيكون بعد عصر الجمعة بإقامة مهرجانات تأبين للشهداء” في المواقع الخمسة التي نصبت فيها خيم منذ الأسبوع الماضي.
وأكد الناطق باسم حماس حازم قاسم ضرورة “محافظة الجماهير على الطابع الشعبي السلمي للمسيرات”، معتبرا أن الالتزام بذلك سيساهم في “ضرب كل الدعاية المتهاوية التي يروجها الاحتلال حول هذه المسيرات”.
وحذرت إسرائيل من أنها ستبقي على الأوامر التي أصدرتها إلى جنودها في 30 مارس بإطلاق النار في حال حصول استفزازات على الحدود مع قطاع غزة.
ويسعى المتظاهرون إلى التشويش على القناصة الاسرائيليين بأعمدة الدخان المتصاعدة من الإطارات المشتعلة وبواسطة المرايا أيضا.
ودعا الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف القوات الإسرائيلية “إلى أقصى درجات ضبط النفس”. كما طلب من الفلسطينيين تفادي الاحتكاكات.
في المقابل، طلب الموفد الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات من المتظاهرين “عدم الاقتراب من السياج”.
وقال “نندد بالقادة والمتظاهرين الذين يدعون إلى العنف أو يرسلون متظاهرين – بينهم أطفال – نحو السياج، مع علمهم بأنهم قد يتعرضون للاصابة او القتل”.
والجمعة اعلنت وزارة الصحة وفاة شاب متأثرا بجروح اصيب بها الاسبوع الماضي. وبذلك يرتفع إلى 23 عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ 30 مارس.
ويزيد الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات من الغضب بين السكان الذين يعانون من الفقر وكل أنواع الأزمات.
ويخشى تكرر أعمال العنف مع قرب تنفيذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المقرر في منتصف مايو.