النمسا تتجه نحو حظر الحجاب في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية
الحكومة النمساوية تسعى إلى تشديد الرقابة على المساجد والمنظمات الخيرية، وحظر التمويل الخارجي للمنظمات والمراكز الإسلامية.
مسودة القانون ستكون جاهزة مع حلول الصيف
فيينا – أعلنت الحكومة النمساوية الأربعاء، نيتها فرض حظر على حجاب الرأس للبنات في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، في خطوة اعتبرها المواطنون المسلمون تضييقا على الحريات في البلاد.
وقال وزير التربية هاينز فاسمان إن مسودة القانون ستكون جاهزة مع حلول الصيف، مضيفا أن هذه الخطوة ستكون “رمزية” بغض النظر عن التلميذات اللواتي سيتأثرن بهذا القانون.
وروّج لفكرة الحظر، نهاية الأسبوع الماضي، نائب المستشار النمساوي هاينز- كريستيان شتراخه من حزب الحرية اليميني المتطرف الذي قال إن الفتيات “تحت سن العاشرة يجب حمايتهن” ليكون بمقدورهن “الاندماج والتطور بحرية”.
وكان المستشار النمساوي سيباستيان كورتز المنتمي إلى حزب الشعب، يمين الوسط، داعما للفكرة، حيث قال لإذاعة محلية “نريد أن تحظى كل الفتيات في النمسا بفرص متساوية”، مشيرا إلى أنه يريد تجنب نمو “مجتمعات متوازية”.
ووصفت كارلا أمينة باغاجاتي الناطقة باسم الجالية الإسلامية في النمسا النقاش حول الحجاب بأنه “قضية هامشية” تم إعطاؤها اهتماما غير متكافئ، مشيرة إلى وجوب إشراك المدارس التي ستتأثر بهذه القضية في الحوار.
وكان النقاش حول مسألتي الهجرة والهوية محوريا في الحملات الانتخابية خلال انتخابات العام الماضي في النمسا التي أدت إلى فوز كورتز بالمستشارية بعد أن وافق على الدخول في ائتلاف مع حزب الحرية اليميني المتطرف.
وجاء في برنامج الحكومة، المكون من 180 صفحة، خطة أمنية لمكافحة الإرهاب والتشدد وذلك عن طريق محاصرة وتتبع نشطاء الإسلام السياسي في البلاد، الذين تعتبرهم الأحزاب اليمينية المكونة للحكومة خطرا محتملا.
وتسعى الحكومة النمساوية إلى تشديد الرقابة على المساجد والمنظمات الخيرية، وحظر التمويل الخارجي للمنظمات والمراكز الإسلامية العاملة في النمسا، إضافة إلى إغلاق كافة الكيانات التي تتعارض مع القوانين.
ولم يخلُ البرنامج الحكومي من تصعيد للتضييق على الأجانب وخاصة المسلمين في علاقة بالحريات العامة وممارسة الشعائر الدينية، حيث يؤكد خبراء أن الحكومة اليمينية الجديدة تتخذ من محاربة الإرهاب يافطة من أجل المزيد من عزلة المسلمين وتهميشهم.
وتضم النمسا مليونا و700 ألف أجنبي بينهم قرابة 700 ألف مسلم، حيث ينتابهم القلق خشية تضييق الحكومة اليمينية المتطرفة عليهم، ومواجهتهم صعوبات في كافة مناحي الحياة.