غوغل.. وكالة استخبارات رقمية
شركة غوغل لا تبيع معلومات مستخدميها، لكنها لا تعرف كيف تحافظ على خصوصياتهم.
مخاوف من انتهاك للخصوصية
واشنطن – صدم مستخدمو محرك البحث غوغل من كم المعلومات التي يعرفها عنهم، في وقت يعم فيه غضب العالم بسبب انتهاك موقع فيسبوك لخصوصيات مستخدميه، بعد فضيحة شركة “كامبريدج أتلانتيكا”.
فعندما طلب ديلان كوران، مستشار تكنولوجيا معلومات، من غوغل كل البيانات التي يملكها عنه، اكتشف حقائق صادمة، وهي أنه يتتبع باستمرار موقعه في الخلفية، بما في ذلك حسابه للفترة التي يستغرقها في التنقل بين أماكن مختلفة، بالإضافة إلى هواياته، واهتماماته الخاصة، ووزنه المحتمل، ودخله المادي، والبيانات التي على تطبيقاته، وسجلات الملفات التي قام بحذفها، بحسب شبكة “أن بي سي” الأميركية.
وأكد كوران في تغريدات له على حسابه تويتر، أنه “من الخطأ الوثوق بأي كيان كبير في هذا القدر من المعلومات الممنوحة له”، وأشار إلى أن “شركات مثل غوغل تسعى لكسب المال، ولكن في مرحلة ما، سيرتكب أحدهم خطأ”.
ولاقت أدلة ديلان كوران التي شاركها على تويتر اهتمام الآلاف من مستخدمي تويتر، إذ أعادوا نشر تغريداته 240 ألف مرة.
وتعقيبا على حقائق كوران، فقد أشار سكوت جيه شاكلفورد، وهو أستاذ مساعد في جامعة إنديانا، مركزا على قانون وسياسة الأمن السيبراني، إلى أن شركة غوغل تتعقب جميع مستخدميها بشكل افتراضي من حيث مكانهم الفعلي والأماكن التي سيقصدونها، و”هذا صادم للكثير من الناس“. ولكن الفارق أن شركة غوغل لا تبيع معلومات مستخدميها، ولا تعرف كيف تحافظ على خصوصياتهم.
ومن ناحيتها، أكدت غوغل من خلال متحدث لها، على ضرورة أن يكون مستخدموها على دراية بخيارات الخصوصية على الإنترنت ومراجعتها بانتظام، موضحا أنه يتم تطوير أدوات لديها على مدار سنوات، مثل “حسابي” (My Account) لهذا الغرض، وأنها ستشجع الجميع على مراجعتها بانتظام.
ويعلق جيف تشيستر، وهو المدير التنفيذي لمركز الديمقراطية الرقمية، بأن شركة غوغل قامت ببناء آلة مراقبة تجارية عالمية تنافس بما تستطيع وكالة الأمن القومي أو وكالات استخبارات أخرى، من أجل أن تصبح الشركة العالمية الرائدة في مجال الإعلان الرقمي.