30 سنة سجنا لمافيوزي قتل مهاجرا مغربيا وأذاب جثته
أدانت محكمة مدينة ليتشي نهار اليوم الجمعة عضو المافيا المحلية ماركو باربا المعروف باسم “تانّاتو” بثلاثين سنة سجنا نافذة لقتله المهاجر المغربي خالد لغريدي وإتلاف جثته.
وكانت مصالح الكربنييري ببلدة “غاليبولي” قد تلقت في ليلة 30 يناير 2017 بلاغا من ابنة المافيوزي ماركو باربا بلاغا في حق والدها تتهمه بقتل “جاني ماروكينو” وهو اللقب الذي كان يعرف به خالد لغريدي الذي كان يشتغل بائعا متجولا بمدينة ليتشي والنواحي، مدلة بنفسها عناصر الكربنييري على مكان الجريمة و بقايا جثة الضحية التي تم دفنها في برميل بعدما قام الجاني برمي حوالي 100 لتر من مادة حارقة من أجل إتلافها.
وقالت “روز ألبا” ابنة “تاناتو” أن والدها قام بقتل المهاجر المغربي بعدما اتهمه بسرقة المخدرات منه، وروت للمحققين أنها لم تكن حاضرة ساعة إجهاز والدها على المهاجر المغربي معترفة أنها قامت بمساعدته في إتلاف جثته بعدما أرغمها على فعل ذلك حسب تعبيرها، وهي الرواية التي اقتنعت بها المحكمة لتدين الجاني والإكتفاء بعقوبة خفيفة بالنسبة لابنته التي كانت وراء اكتشاف الجريمة حيث تم الحكم عليها بسنة ونصف سجنا موقوفة التنفيذ، بعدما تأكد المحققون من خلال التنصت على أحاديث الجاني مع بعض أفراد أسرته بعدما وصف لهم كيف قتل المهاجر المغربي بضربه على رأسه بحجر كبير وهو الوصف الذي لم يستطع التأكد منه إلا بعد تشريح بقايا الجثة، في حين كانت روز ألبا قالت ان والدها أخبرها أنه قام باستعمال الحبل في قتله.
وكان باربا بعدما فشل في الضغط على ابنته للتراجع عن أقوالها أن يلتمس ظروف التخفيف بعدما ادعى أن ما قام به كان نتيجة اكتشافه للعلاقة التي كانت تجمع المهاجر المغربي وهو ما دحضته التحريات وكذلك تصريحات روز ألبا أنها لم يسبق لها أن التقت بالضحية من قبل يوم الجريمة عكس والدها الذي كشفت الإتصالات الهاتفية أنه كان على معرفة بالمهاجر المغربي، هذا إضافة إلى أن ابنة “تاناتو” مرتبطة بأحد الشباب المحليين وكانت حاملا منه.
وللإشارة فإن الضحية خالد لغريدي كان قد اختفى ليلة 23 يونيو 2016 بمدينة ليتشي التي كان قد حل بها منذ فترة قصيرة على عادته كل سنة للإشتغال في فترة الصيف ثم العودة بعد ذلك إلى المغرب، وبعد تناول وجبة الإفطار حيث شهر رمضان رفقة شقيقته أخبرها أنه تلقى عرضا للعمل لغسل الأواني بأحد المطاعم ببلدة غاليبولي إلا أنه منذ تلك اللحظة لن يعثر له عن أي أثر بالرغم من المحاولات العديدة التي قامت بها شقيقتيه اللتان تقطنان بذات المدينة والبلاغات المختلفة إلى أن قامت روزا ألبا باربا بإرشاد عناصر الكربنييري ليلة 30 يناير 2017 عن بقايا جثته المدفونة داخل برميل بنواحي بلدة غالبولي، والضحية كان متزوجا وخلف ابنا لم يتجاوز ربيعه الثاني.
ويعتبر ماركو باربا، أو “تانَّاتو” Tannatu كما يسميه سكان غاليبولي ويعني “الملعون” بحسب اللهجة المحلية إسما على مسمى، إذ هو أحد أعضاء مافيا “ساكرا كورونا أونيتا” (التاج المقدس المتحد) التي تنشط بجهة بوليا (أقصى الجنوب الشرقي) أين توجد بلدة “غاليبولي”، قضى نصف عمره في السجن (حوالي 23 سنة) لتورطه في ثلاث جرائم قتل على الأقل والعديد من قضايا السرقة والعنف، وكان قد غادر السجن منذ حوالي 5 سنوات بعدما أوهم المحققين بأنه مستعد للتعاون معهم في كشف بعض أسرار “ساكرا كورونا أونيتا”، حتى يستفيد من العفو الذي يمنحه القانون لكل عناصر المافيا التي تتعاون مع المصالح الأمنية، إلا أنه في شهر أكتوبر2016 أي شهورا بعد قتله للمهاجر المغربي خالد لغريدي تم اعتقاله من جديد بعدما قام بتهديد أحد السياسيين المحليين بمدينته، وفي عملية تفتيش لمنزله تم العثور على أنواع عديدة من الأسلحة وكميات مهمة من المخدرات، وهي القضية التي كلفته حكما ب 10 سنوات سجنا نافذامنذ أسبوعين فقط لتنضاف إليها اليوم 30 سنة على ضوء جريمته البشعة التي اقترفها في حق المهاجر المغربي وهو حكم مخفف نسبيا إذ كانت النيابة العامة قد طالبت بحرمانه من الحرية مدى الحياة