خبراء مغاربة يحذرون من استمرار إقصاء الشباب
خبراء وباحثون مغاربة يحذرون من مغبة مواصلة سياسة إقصاء الشباب من الحياة السياسية والاجتماعية وعجز الأحزاب في احتوائهم.
التجاهل يعزز عداءهم للسلطة
حذر خبراء وباحثون مغاربة من مغبة مواصلة سياسة إقصاء الشباب من الحياة السياسية والاجتماعية، ما من شأنه تغذية الشعور بالتهميش لديهم.
وقال حسام هاب نائب مدير المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية، إن أبرز تحدّ يواجهه الشباب المغربي اليوم، هو غياب خطة حكومية سواء داخل الدولة أو لدى الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
وأكد عبدالحكيم قرمان الباحث في العلوم السياسية، أن الشباب المغربي يعاني من حصيلة السياسات الخاطئة التي تم انتهاجها منذ عقود من قبل حكومات متتالية.
وفي دراسة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، حول أثر مشاركة الشباب العربي ومنهم المغاربة في العمل السياسي على التماسك الاجتماعي، اعتبرت أن الحرمان من فرص المشاركة يولد فيهم مشاعر الإقصاء والعزل والتهميش ما يعيق تحقيق تطلعاتهم فيعرض المجتمعات العربية للمزيد من التوتر الاجتماعي وعدم الاستقرار.
وبحسب سوسيولوجيين، فإن ظاهرة خروج الشباب في احتجاجات دون تأطير من منظمات حزبية معترف بها أو هيئات نقابية، تعكس عجز الأحزاب في احتوائهم وإدماجهم في العملية السياسية.
ويرى قرمان أنه من أهم التحديات التي تواجه الشباب المغربي في الاندماج في الحياة العامة، ضمور وتآكل منظومة الاستقبال والتنشئة الفكرية والسياسية والنقابية، إضافة إلى غياب سياسة عمومية للشباب تتكامل فيها كل الأبعاد التربوية والتعليمية والاقتصادية والسياسية والثقافية. وحول مشاركة الشباب في العملية السياسية أكد إسماعيل الحمراوي، رئيس حكومة الشباب الموازية، في كتابه الجديد “الشباب المغربي وتحديات المشاركة السياسية”، أن الفضاءات غير المهيكلة للتعبير السياسي لدى الشباب المغربي، تعد بؤرا لاستقطاب هؤلاء الشباب الذي أصبح يستوعب الأمور بشكل يجعله يتخذ مواقف سلبية تجاه المؤسسات القائمة؛ بداية من الأسرة ونهاية بالمؤسسات السياسية.
وأضاف “الشاب أصبح يأخذ لنفسه فضاء يعبّر فيه عن الواقع مثل الشارع وفضاءات الموسيقى والإنترنت بالإضافة إلى التدين”.
وأكدت دراسة صادرة عن الدورة التاسعة للجنة التنمية الاجتماعية، أن أربع دول عربية من المغرب أجرت مسوحات وطنية لرصد التحديات وفهم أهم الأولويات لدى الشباب.
ولاحظ أصحاب الدراسة أن البنية الاجتماعية تعاني من ضعف وهشاشة العلاقة بين الأجيال ومن انعدام الثقة بين الأفراد والمؤسسات مما يهدد التماسك والسلم الاجتماعيين.
وشدد حسام هاب أنه “يجب على الأطراف المعنية من دولة وأحزاب وغيرهما من المتدخلين وضع إشكالية الإدماج الاجتماعي للشباب ضمن رؤيتهم الشمولية للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، أو بمعنى آخر ربط إشكالية إدماج الشباب بمشاريع وخطط الإصلاح”.
وتعيش بعض المناطق المغربية على وقع احتجاجات متواترة منذ أشهر.
ويشهد إقليم جرادة شمال شرق البلاد، مظاهرات متقطعة اندلعت منذ نهاية ديسمبر الماضي، عقب وفاة شابين شقيقين داخل بئر لاستخراج الفحم الحجري.