“ابن الكلب” تثير أزمة بين أمريكا والسلطة الفلسطينية
هاجم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، أمس الإثنين، ونعته بـ”ابن الكلب”، بعد أن قال الأخير إن المستوطنات في الضفة الغربية شرعية وهي جزء من دولة الاحتلال، في أحدث حلقة من سلسلة الخلافات بين الفلسطينيين والمسؤولين الأمريكيين، بعد اعتراف ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل في دجنبر الماضي.
وقال عباس، في خطاب ألقاه من رام الله أمس الإثنين،: “ابن الكلب. هل هم (المستوطنون) يبنون في أرضهم؟ أنت مستوطن وعائلتك مستوطنين”.
وثار غضب عباس بعد صدور بيان عن مجموعة من المسؤولين الأمريكيين، من بينهم فريدمان، والذين قالوا إن المستوطنات في الضفة الغربية جزء من إسرائيل.
وأكد الرئيس الفلسطيني رفضه للقرارات الأمريكية الحالية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، على الرغم من إجباره على الذهاب إلى واشنطن والاقرار بسياسات ترامب. وقال:”ماذا تتوقع من حكومة كهذه؟”.
وتابع: “تعرضت للضغوط من أجل السفر إلى واشنطن، وإضفاء الشرعية على سياسات ترامب، ولكني لا أوافق ولن أوافق أبدا على التخلي عن مبادئنا أو حقوق الشعب الفلسطيني”.
“معاداة سامية”
واعتبر فريدمان، في مؤتمر صحفي عقده في القدس عقب تصريحات عباس في وقت متأخر من يوم الإثنين، أن تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية معاداة للسامية.
وعلق فريدمان على هجوم عباس، على هامش المنتدى العالمي لمكافحة اللاسامية المنعقد في القدس المحتلة، “شاهدت ردة فعله على هاتفي المحمول، أبو مازن يصفني بـ”ابن الكلب”! هل هذا معاداة سامية أم خطاب سياسي.. لن أقول شيئًا سأترك الحكم لكم”.
كما ندد بمقتل عدد من الإسرائيليين خلال الأيام الماضية. وقال: “ثلاثة شبان إسرائيليين قتلوا في عطلة نهاية الأسبوع بدم إرهابي من قبل “إرهابي فلسطيني” على حد قوله. مُشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية غضت النظر عن الحادث.
وقال فريدمان، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر صباح أمس،:” مأساة في إسرائيل. قُتل جنديان شابان. نتانل كاهلالاني وزيف دعوس، في الشمال. وقُتل أب لأربعة أطفال، اديل كولمان، في القدس، على يد (فلسطينيين إرهابيين)”.
وتابع: “وحشية. ولم تدين السلطة الفلسطينية ما حدث! أدعو للعائلات والمصابين. شيء مُحزن للغاية”.
صورة التغريدات
كما علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الواقعة. وقال إن اعتداء أبو مازن على السفير الأمريكي لدى إسرائيل تقول كل شيء.
وقال نتنياهو إن القادة الفلسطينيين في صدمة، لأنهم فقدوا صوابهم بعد أن توقفت الإدارة الأمريكية عن تدليلهم.
“انتقادات أمريكية”
وانتقد البيت الأبيض هجوم عباس على السفير الأمريكي لدى إسرائيل. وقال جيسون غرينبلات، مستشار الرئيس الأمريكي وأحد العاملين على خطة السلام، إنه “حان الوقت أن يختار الرئيس عباس بين الحديث المهين والتركيز على الجهود العملية لتحسين نوعية الحياة لشعبه وأن يمهد لهم الطريق صوب السلام والرخاء”.
وأضاف “على الرغم من إهاناته غير اللائقة على الإطلاق لأعضاء إدارة ترامب، والتي كان أحدثها إدانته لصديقي وزميلي السفير فريدمان، نحن ملتزمون بالشعب الفلسطيني وبالتغييرات التي يجب تطبيقها لتعايش سلمي”.
وقال “نحن نضع خطتنا للسلام وسنقدمها عندما تكون الظروف مواتية”.
“أزمات سابقة”
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يتسبب فيها فريدمان بأزمة بين بلاده والسلطة الفلسطينية، فأدلى بتصريحات في مقابلة أجريت معه في سبتمبر الماضي، إن القوات الإسرائيلية لا تحتل سوى 2 بالمئة فقط من الأراضي بالضفة الغربية.
ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها ليس لها أي علاقة بتلك التصريحات.
وكان الإدارات الأمريكية السابقة تتعامل مع قطاع غزة على أنه أراضي محتلة، ونددت بإقامة المستوطنات هناك، ودعت سلطات الاحتلال بالتوقف عن بنائها.