تحولات جنسية في المغرب
الكاتبة الصحافية سناء العاجي تؤكد ان الحياة الجنسية لدى المغاربة في مرحلة ما قبل الزواج موجودة، لكنها محاطة بنوع من المنع القانوني والمجتمعي والقيمي.
التابوهات المسكوت عنها
أصدرت الكاتبة الصحافية سناء العاجي دراسة مؤخرا، حول المغاربة والجنس قبل مرحلة الزواج، وسلطت الضوء على التحولات والحقائق الاجتماعية التي شهدها المجتمع المغربي بهذا الخصوص على مر العقود الماضية، بغض النظر عن إطارها المعياري.
وفي كتابها المعنون “الجنس والعزوبية في المغرب”، عن منشورات ملتقى الطرق، حاولت الكاتبة وهي باحثة في علم الاجتماع خلال دراسة ميدانية تطلب إنجازها حوالي ست سنوات، تفكيك أنماط التفكير والسلوكيات المتعلقة بالجنس قبل الزواج في المغرب.
وأثارت على امتداد 411 صفحة، الكثير من الجوانب المرتبطة بهذا الموضوع الذي يدخل ضمن التابوهات المسكوت عنها أو التي لا تتم مناقشتها بالشكل الكافي، وعلى رأسها التقليد السائد بخصوص العفة والطهارة وربطها بعدة معايير من ضمنها “الملابس المحتشمة” في الكثير من الأحيان.
وقالت العاجي “قبل شروعي في البحث، كان السؤال الأبرز الذي طرحته هو: هل يعيش المغاربة حياة جنسية قبل الزواج؟ قبل أن يتغير هذا السؤال كلما تقدمت في البحث، ليصبح: كيف يعيش المغاربة هذه المرحلة؟”.
وأكدت أن “الحياة الجنسية لدى المغاربة في مرحلة ما قبل الزواج موجودة، لكنها محاطة بنوع من المنع القانوني والمجتمعي والقيمي، وبالتالي تعاش هذه الحياة الجنسية في مواجهة مع هذا الإطار القيمي”.
وتابعت “مغاربة كثر يعيشون هذا التحول، وليسوا كلهم بالضرورة واعين بهذا الخرق، وليسوا كلهم يطالبون بالحرية الجنسية ما قبل الزواج”، لافتة الانتباه إلى أن “العديد من المغاربة يتبنون الخطاب القيمي للمنع، لكن التحولات الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية جعلت الأمور تتغير”.
ويقدم الكتاب إجابات حول كيفية عيش المغاربة لهذه المرحلة ما قبل الزواج داخل إطار قيمي يمنعها، حيث شهد المجتمع تحولا يشمل الحياة الجنسية، سواء داخل أو خارج إطار الزواج.
وأشارت إلى أنه في سنة 1960، على سبيل المثال، كانت النساء يتزوجن في سن الـ17 سنة والرجال في سن الـ27، بينما الآن انتقل هذا المعدل إلى 27 سنة بالنسبة للنساء و31 سنة بالنسبة للرجال.