عرض للجودو في قلب صحراء المغرب يثير كاميرات السياح
لقطات رياضية تلفت أنظار مجموعة من السياح في قرية خملية، حيث يعلم مجموعة من ممارسي الجودو الأطفال والفتيان الثقة بالنفس والتركيز والتوازن.
مشاركة وتعلم
أقيم عرض لرياضيي الجودو في منطقة صغيرة قرب الكثبان الصحراوية في جنوب المغرب، استقطب اهتمام السياح مع ما يحمله من لقطات رياضية لافتة.
وقد سارعت مجموعة من السياح الذين فوجئوا برؤية لاعبي جودو بلباسهم الرياضي في قرية خملية التقليدية وسط الصحراء المغربية، إلى تخليد اللحظة بالتقاط مجموعة من الصور.
ويأتي هذا العرض في إطار تخصيص حصة تدريس في أحد صفوف الروضة في مدرسة قرية خملية من قبل مجموعة من ممارسي الجودو الفائزين برحلة من فرنسا إلى المغرب. وتدرب الأطفال الصغار بأقدامهم الحافية على المبادئ الأساسية لهذا الفن القتالي الذي لم يكونوا يعرفونه من قبل.
وقال نسيم لوكام (12 سنة)، يحمل حزاما أزرق من إحدى مدارس تعليم الجودو في منطقة بلان مينيل بضاحية العاصمة الفرنسية باريس، “أمارس رياضة الجودو منذ الصغر، أحب ذلك وأريد أن أتشارك شغفي مع الآخرين”.
قدمت مجموعة صغيرة من ممارسي رياضة جودو فائزين برحلة من فرنسا إلى المغرب، عروضا رياضية وأزياء خاصة باللعبة، تشجيعا منهم لأطفال قرية من القرى السياحية المهمة في منطقة مرزوكة (جنوب شرق المغرب)
ويبدو لوكام سعيدا خلال تعليمه للأطفال البعض من الحركات من أجل “دفعهم إلى ممارسة الجودو”. وقد وجهت له الدعوة إلى جانب ثلاثة تلامذة آخرين من مدرسته في بلان مينيل لمتابعة سباق للفروسية في صحراء المغرب، في رحلة ممولة من جمعية خيرية باريسية.
ويحرص قادر بنعبدلي مدرب الجودو الذي يرافق المجموعة الصغيرة، على أن تكون “هذه التجربة الفريدة مناسبة للعطاء والتضامن”، مؤكدا أن “الجودو رياضة علمتني كل شيء” أي “الثقة في النفس والتركيز والتوازن”.
ويخصص هذا المدرّب الجزائري وقت فراغه لنادي المدرسة كي “ينقل ما تعلمه لفتية الحي، لمساعدتهم على أن يكبروا”.
وسعداء الحظ الأربعة الذين اختيروا للسفر إلى المغرب هم “تلامذته الأكثر حماسة واجتهادا”. ويقول بنعبدلي “من المهم أن يتمكنوا من إظهار ما يعرفونه وأن يكونوا فخورين بذلك، إذ تكمن فكرة هذا العرض في أن يفهموا أن لديهم أيضا أمورا يمكنهم تشاركها مع الآخرين”.
وحمل تلامذة الجودو الآتون من بلان مينيل معهم أزياء خاصة برياضة الجودو ومجموعة من الملابس الرياضية الأخرى، حيث جمعوها قبل سفرهم لتوزيعها و”تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة”.
وقد فوجئ الفتية الفرنسيون لدى رؤيتهم رياض الأطفال.
وقالت سلمى (12 سنة) “لم أكن أتوقع أن تكون أقسامهم صغيرة إلى هذه الدرجة، الأمر يختلف عما هو عليه في فرنسا”.
وتعتبر خملية المعروفة بموسيقاها التقليدية، من القرى السياحية المهمة في منطقة مرزوكة (جنوب شرق المغرب). وتستقطب موسيقى كناوة المحلية بإيقاعاتها المتكررة زوارا من مختلف الجنسيات، بالإضافة إلى الكثبان الرملية، وتمثل “قرية السود” محطة بارزة في أي رحلة إلى الجنوب المغربي. وتتيح القرية لزوارها الإقامة في خيام كبيرة بالقرب من نخيل الواحات.
وأفادت رقية بوكنين وهي معلمة شابة “لدينا مجموعة من الزوار، بعضهم يحمل معه مساعدات مادية، وآخرون يجلبون كتبا. اليوم منحونا أزياء رياضية. هذا شيء جيد بالنسبة للأطفال”.
ولم يسبق لمحمد أوجاعا رئيس الجمعية الثقافية المحلية أن رأى الجودو “إلا من خلال شاشة التلفزيون”. وأعجب كثيرا بالعروض وبتوزيع الهدايا، إذ أن ذلك سيشجع حسب رأيه الأطفال “على المجيء إلى المدرسة”.