العثور على غاز الأعصاب الذي استخدم في تسميم العميل سكريبال في لندن

المحققون يعثرون على بقايا كيميائية في المطعم الذي تناول فيه سكريبال وابنته الطعام والشرطة تفحص مئات العناصر من الأدلة في التحقيقات.

التحقيقات متواصلة

عثرت المحققون المشرفون على التحقيقات الجارية في قضية تسميم العميل الروسي المزدوج سابقاً “سيرغي سكريبال”، وابنته يوليا، في مركز تسوق بمدينة سالزبوري البريطانية، على آثار للعامل المشل للأعصاب والذي استخدم في تسميم ضابط المخابرات الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في مطعم تناولا فيه الطعام، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في وقت متأخر السبت.
وأوضحت شبكة “بي بي سي” الإخبارية البريطانية، أنّ التحقيقات أظهرت تناول “سكريبال” وابنته طعاما في مطعم “زيزّي” الذي عُثر فيه على بقايا المادة الكيميائية، قبل ساعتين فقط من فقدان وعيهما.
وتبيّن أيضاً أنّ باقي الزبائن الذين كانوا يتناولون الطعام في المطعم نفسه ساعة وجود سكريبال وابنته فيه، لم يظهر عليهم علامات الإصابة بالمادة الكيميائية، ولم يعانوا من مشاكل صحية بعد تناول الطعام.
ويرقد العميل المزدوج السابق سيرجي سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) في المستشفى في حالة حرجة منذ يوم الأحد عندما عثر عليهما فاقدي الوعي على أريكة في مدينة ساليسبري في جنوب انكلترا.
ولا تزال الحواجز الأمنية تطوق عددا من المواقع بأنحاء ساليسبري ، من بينها منزل سكريبال ومقبرة تضم جثماني زوجته ونجله وفقا لوكالة “برس أسوسيشن” للأنباء.
وأصدر المحقق السيرجانت نيك بايلي ،الذي أصيب بإعياء شديد بسبب الاقتراب من اسكريبال وابنته، بيانا من المستشفى السبت قال فيه :”إنه لا يعتبر نفسه بطلا” وكان “فقط يؤدي واجبه”.

بريطانيا سترد بحزم في حال تبين وقوف موسكو وراء تسميم سكريبال
بريطانيا سترد بحزم في حال تبين وقوف موسكو وراء تسميم سكريبال
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية آمبر رود في وقت سابق السبت بعد أن ترأست اجتماعا للجنة الطواريء رفيعة المستوى “كوبرا” إن أكثر من 250 من رجال الشرطة من وحدات مكافحة الإرهاب في بريطانيا يشاركون في التحقيق في الحادث.
وأضافت أن الشرطة حددت أكثر من 200 شاهد وتفحص أكثر من 240 عنصرا من الأدلة في تحقيقاتها الجارية في هجوم بغاز الأعصاب على جاسوس روسي سابق وابنته.
وأضافت رود :”أود أن أؤكد أنهم يعملون بسرعة واحترافية … إننا نسخر موارد هائلة لضمان حصولهم على الدعم الذي يحتاجونه لإنجاز ذلك”.
وتعليقاً على الحادثة، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في وقت سابق، إنّ بلاده سترد بحزم في حال تبين وقوف موسكو وراء تسميم العميل الروسي المزدوج سابقًا “سيرغي سكريبال”.
وقال جونسون في كلمة بالبرلمان البريطاني: “رغم أنه سيكون من الخطأ الحكم مسبقا على التحقيق، يمكنني طمأنة المجلس أنه إذا ظهرت أدلة تدل على مسؤولية دولة ما، فإن حكومة صاحبة الجلالة (بريطانيا) سترد بشكل مناسب وقوي”.
وأثارت واقعة سكريبال وابنته تكهنات وسائل الإعلام بأن روسيا يمكن أن تكون وراء الهجوم، مما أدى إلى إجراء مقارنات مع حالات وفاة أخرى مشبوهة لروس على الأراضي البريطانية- وتحديدًا ألكسندر ليتفينينكو في عام 2006 وألكسندر بيريبليتشني في عام 2012.
ونفي الكرملين أي دور له في الحادث واتهم وسائل الإعلام البريطانية بتأجيج المشاعر المناهضة لروسيا.
ولا يزال سكريبال وابنته يوليا يصارعان الموت في المستشفى بعد تعرضهما لمادة سامة . وتقول الشرطة إن إجمالي 21 شخصا تلقوا العلاج الطبي بعد الحادث.
وكانت محكمة روسية قضت بسجن سكريبال لمدة 13 عامًا عقب إدانته بالتجسس لصالح بريطانيا في 2006، قبل أن يصدر الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف عفوًا عنه.
ومنحت بريطانيا حق اللجوء لسكريبال، عقب اتفاق لتبادل الجواسيس في 2010 بين الولايات المتحدة وروسيا.
ووجهت روسيا لسكريبال تهم عدة، بينها “تسريب معلومات لجهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية (MI6)”، و”إفشاء هويات عملاء روسيا في دول أوروبا”.
ووفقًا لوسائل إعلام بريطانية، فقد سكريبال زوجته وابنه في حادث سير قبل أعوام قليلة، وأبلغ سكريبال الشرطة البريطانية مؤخرًا أنه يشعر بالقلق على حياته.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين بريطانيا وروسيا توترت منذ مقتل الجاسوس الروسي السابق، ألكسندر ليتفنينكو في لندن عام 2006.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: