واشنطن: تنظيم الدولة الإسلامية يتكيف مع هزائمه

سقوط ما يسمى دولة الخلافة في العراق وسوريا لا يعني أن تنظيم الدولة الإسلامية لم تعد لديه سلطة بل على العكس من ذلك.

أعلنت الولايات المتحدة خلال مؤتمر دولي اختُتم في واشنطن أن تنظيم الدولة الإسلامية يتطوّر ويتكيّف مع الهزائم التي مُني بها في كل من العراق وسوريا، محذرة من أن يتحول التنظيم الجهادي إلى اللامركزية، ما يجعله أكثر انتشارا وخطورة.

وقال منسّق الدبلوماسية الأميركية لمكافحة الإرهاب ناثان سيلز إن “تنظيم الدولة الإسلامية يتأقلم مع انتصاراتنا”. وأضاف “المعركة لم تنته على الإطلاق، إنها مجرد مرحلة جديدة. نحن ننتقل من جهد عسكري بالدرجة الاولى إلى جهود مدنية وقمعية متزايدة”. وتابع “تنظيم الدولة الإسلامية يصبح لامركزيا على نحو متزايد (…) إنه آخذ في التطور والتكيف”.

وبإسناد من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة تمكنت القوات العراقية من طرد تنظيم الدولة الإسلامية من جميع المدن العراقية مع نهاية عام 2017، في حين لم يعد التنظيم يسيطر في سوريا على أي مدينة، لكنه يحتفظ في هذا البلد بقرى وبلدات وجيوب ينتشر فيها بضعة آلاف من المقاتلين، من دون أن تكون لهم أي مقار.

وبحسب سيلز فإن الإدارة الأميركية تعتمد في حربها ضد التنظيم الجهادي على أدوات عديدة أبرزها العقوبات المالية وقائمة بأسماء المسافرين جوا واستخدام البيانات البيومترية في ضبط الحدود، وهي توصي بقية دول العالم بأن تحذو حذوها.

وأوضح منسّق الدبلوماسية الأميركية لمكافحة الإرهاب أنه على صعيد العقوبات المالية فإن الإدارة الأميركية أدرجت على قائمتها السوداء للمنظمات والأفراد “الإرهابيين” سبعة فروع لتنظيم الدولة الإسلامية (في غرب أفريقيا والفلبين وبنغلاديش والصومال ومصر وتونس) واثنين من قيادات التنظيم الجهادي هما أبومصعب البرناوي زعيم جماعة بوكو حرام الجهادية في نيجيريا وغرب أفريقيا ومهد معلم القيادي في تنظيم الدولة الإسلامية في الصومال.

وأضاف أن “هؤلاء الإرهابيين (…) نشروا حملة تنظيم الدولة الإسلامية الدموية في جهات الأرض الأربع ” والعقوبات ترمي إلى تأكيد أن تنظيم الدولة الإسلامية هو “شبكة دولية” بصدد التحول إلى شبكة “لامركزية” بشكل مطّرد. وتابع “نحن نلفت نظر المجتمع الدولي إلى أن سقوط ما يسمى دولة الخلافة في العراق وسوريا لا يعني أن تنظيم الدولة الإسلامية لم تعد لديه سلطة بل على العكس من ذلك”.

وفي ما يخص قائمة المسافرين جوا أوضح سيلز أن هذه القائمة التي تسمى “سجل أسماء الركاب” هي بنك معلومات يحتوي على بيانات المسافرين جوا وهو “أداة لمكافحة الإرهاب فعاليتها تفوق التصوّر” ولا بد لكل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تكون لديها قائمة مماثلة.

أما في ما يتعلق بالبيانات البيومترية فقال المسؤول الأميركي إن استخدام هذه التكنولوجيا يعزز مراقبة الحدود ويحول دون إمكانية تسلل الإرهابيين.

وردا على سؤال عن مصير الجهاديين الأجانب الذين اعتقلوا في سوريا والعراق وأين يجب أن يحاكموا قال سيلز “لا يجب أن تنتظر الدول من دول أخرى أن تحل مشاكلها عوضا عنها” ولذلك فإن مسؤولية محاكمة الجهادي الأجنبي تقع على عاتق الدولة التي يحمل جنسيتها.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: