المغرب مستعد لاستضافة مونديال 2026
وفد خاص من الفيفا يزور الرباط للاطلاع على ملف ترشيح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026.
تأهب وثقة
الرباط – يسعى المغرب لأن يكون البلد الأفريقي الثاني الذي ينال شرف تنظيم المونديال العالمي بعدما سبق لجنوب أفريقيا تنظيم البطولة عام 2010. وينافس الملف المغربي، الملف المشترك للولايات المتحدة الأميركية والمكسيك وكندا. ويتعين على جميع المترشحين إرسال وثائقهم وملفاتهم للفيفا قبل 16 مارس المقبل.
وسيكون أعضاء الفيفا بداية من مونديال 2026 هم المنوط بهم الاختيار والتصويت على مقرات استضافة المونديال، بعدما كانت قاصرة في الماضي على الأعضاء الـ 24 للجنة التنفيذية التابعة للاتحاد الدولي للعبة. وسيكون مونديال 2026 هو الأول في التاريخ الذي يشارك فيه 48 منتخبا بدلا من 32 فريقا فقط.
سيقدم المغرب ملف الترشيح الكامل في 16 مارس المقبل، على أن تحل لجنة مراقبة تابعة للاتحاد الدولي في أبريل لمتابعة مدى مطابقة الملف مع ما هو موجود على أرض الواقع. وكان المغرب أعلن في أغسطس الماضي ترشحه للمرة الخامسة لاستضافة العرس العالمي بعد 1994 و1998 و2006 و2010.
ويعول المغرب على دعم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الذي دعا رئيسه الملغاشي أحمد أحمد إلى “دعم صريح وكبير” للمملكة. وأوضحت اللجنة أنها تعول على دعم 53 عضوا في الاتحاد الأفريقي للعبة لكنها أكدت أيضا أنها ترغب في “إقناع دول أخرى من أجل الحصول على أغلبية الأصوات في مؤتمر الفيفا”.
وقال رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع إن التغييرات التي عرفها نظام التصويت الذي منح الحق لجميع الاتحادات المنتمية للفيفا لاختيار البلد المستضيف للمونديال “تجعل جميع الملفات متساوية”. وأضاف أن الاتحاد الدولي يحتكم في دراسته للملفات المترشحة إلى البنيات التحتية والعائدات المالية إضافة إلى جوانب متعلقة بالتنمية المستدامة ومجال حقوق الإنسان، “وهي أمور حققت فيها المملكة تقدما ملموسا، على الرغم من الانتقادات التي وجهت لها”.
وواصل “آن الأوان للمغرب أن يستثمر البنيات التحتية التي بات يتوفر عليها في تنظيم تظاهرات رياضية عالمية من قيمة كأس العالم”.
وتابع “أن الترشح لاحتضان نسخة 2026 “فرصة لإتمام مجموعة من المشاريع التي أطلقتها المملكة بما في ذلك الجانب المتعلق بحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، بإشراك كل الفاعلين في هذا المشروع الذي يمثل القارة الأفريقية”، مضيفا “ولهذا الغرض استعانت اللجنة بنجوم كرة القدم الإفريقية مثل الكاميروني صامويل إيتو والعاجي ديدييه دروغبا، وهناك الكثير من الأسماء الأخرى”.
يقوم وفد من الاتحاد الدولي لكرة القدم بزيارة عمل للمغرب قصد الاطلاع على الجوانب الرئيسية لملف ترشيح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026. وتأتي هذه الزيارة قبيل أيام قليلة على إيداع ملف الترشيح الذي يفترض أن يكون بين يدي أجهزة الاتحاد الدولي لكرة القدم في أجل أقصاه يوم الجمعة 16 مارس
مساندة كاملة
من جهته، أعلن وزير الشباب والرياضة المغربي رشيد الطالبي العلمي أن الحكومة المغربية ستقدم “المساندة الكاملة للاتحاد الكروي المحلي لترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم”، مشيرا إلى أن المملكة “عملت على تجاوز مجموعة من النقائص التي كانت خلال ترشحها لاحتضان المونديال في مناسبات سابقة”.
وواصل “الحكومة المغربية عملت على تعبئة جميع القطاعات المتدخلة من أجل أن يقنع الملف المغربي أعضاء الاتحاد الدولي في 13 يونيو المقبل، موعد التصويت على البلد الذي سيحظى بشرف تنظيم كأس العالم لسنة 2026” خلال المؤتمر الـ68 للفيفا الذي سينعقد في موسكو عشية انطلاق مونديال 2018.
وأكد المغرب جاهزيته لاستضافة مونديال 2026، والتزامه بتنظيم جيد ومبهر وذلك خلال اللقاء الذي عقده أعضاء لجنة الترشيح المغربي رفقة خبراء بمناسبة زيارة وفد خاص من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” للمغرب.
وقالت لجنة الترشيح المغربي لاحتضان مونديال 2026 في بيان لها إن “رئيس الحكومة سعد الدين العثماني شدد، خلال استقباله أعضاء لوفد الاتحاد الدولي، الأربعاء بالرباط، الذي حضره كل من مولاي حفيظ العلمي رئيس لجنة ترشيح المغرب لملف تنظيم نهائيات كأس العالم 2026، ورشيد الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة، (شدد) على مدى التزام المملكة المغربية بتنظيم جيد ورفيع لكأس العالم، يلبي ويستجيب لمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم”.
وشكل اللقاء الذي ترأسه العلمي فرصة للتداول والنقاش بشأن الجوانب الرئيسية للملف المغربي، وأن من بين النقاط التي تم مناقشتها،التطور الذي تحقق فيما يتعلق بالالتزام القوي من جانب الحكومة المغربية، وبالجوانب القانونية والتشريعية.
تعبئة كبيرة
يعد المغرب معبأ من أجل الترشح لاستضافة مونديال 2026، إذ يعد ترشيحا موحدا يمثل قارة أفريقيا بأكملها، حيث يعمل البلد منذ مدة مع البلدان الأفريقية ورئيس الاتحاد الأفريقي للعبة من أجل حشد الدعم للملف المغربي.
وقامت لجنة الترشيح المغربي بإعداد ملف متكامل ومن مستوى عال يتماشى والمتطلبات التقنية التي يفرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، إذ حقق البلد العربي والأفريقي تقدما كبيرا مقارنة بالمرات السابقة التي قدم فيها ترشحه، خاصة على مستوى البنيات التحتية، وبات يتوفر على جميع الإمكانيات التي تخول له احتضان كأس العالم، وفي مقدمتها الاستقرار الأمني والسياسي الذي تعيشه البلاد، والموقع الجغرافي المتميز بقرب أوروبا، إضافة إلى شغف الجمهور المغربي”.