عنف اليمين في بريطانيا لا يقل خطورة عن إرهاب الإسلاميين
مؤسسات حكومية تحذر من تنامي خطر الإرهاب اليميني المتطرف، حيث تصاعدت جرائم الكراهية ضد المسلمين الذين عادة ما تقترن بهم العمليات الإرهابية.
أظهرت بيانات جديدة صادرة عن مكتب العمدة لأعمال الشرطة ومكافحة الجريمة في لندن الاثنين، زيادة في معدلات جرائم الكراهية ضد المسلمين بنسبة 40 بالمئة عن العام الماضي، فيما أكد كبير ضباط مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة أن بريطانيا تواجه تهديدا جديدا وكبيرا من الإرهاب اليميني المتطرف المنظم.
وكشفت الإحصاءات أنه تم تسجيل ألف و678 جريمة من هذا النوع في لندن خلال عام، حتى يناير 2018، مقابل ألف و205 جرائم في العام الذي سبقه.
وأكدت الشرطة البريطانية “سكوتلاند يارد” أن معدل جرائم الكراهية ضد المسلمين في لندن قد يفوق الأرقام التي صدرت عن مكتب العمدة، كونه لم يتمكن من توثيق جميع الحوادث المتفاقمة في المدينة.
وقال رئيس بلدية لندن صادق خان، إن الجرائم التي تستهدف مسلمين في العاصمة البريطانية ازدادت بشكل كبير عقب هجومي “مانشستر”، و”لندن” الإرهابيين اللذين وقعا في أيار ويوليو الماضيين.
وجدد خان دعوته لسكان لندن إلى “الوحدة وإرسال رسالة واضحة إلى العالم، بأن مدينتنا لن تكون يوما منقسمة بسبب هؤلاء القبيحين الذين يسعون إلى إيذائنا وتدمير أسلوب حياتنا”.
وأضاف أن “الشرطة ستبذل كل ما في وسعها لاقتلاع التطرف من المدينة، وستتبع منهجا لا تسامح فيه مع جريمة الكراهية”.
وفي العام الماضي استهدف تفجير إرهابي قاعة حفلات في مدينة مانشستر أودى بحياة 22 شخصًا، بينهم أطفال، وتبناه تنظيم داعش المتطرف، فيما شهدت لندن هجومًا مزدوجًا أسفر عن سقوط 7 قتلى، ونحو 50 مصاباً، بعد أن تمكنت الشرطة من قتل منفذي الهجوم الثلاثة.
وقالت إيمان عطا، مديرة منظمة “تيل ماما” (غير حكومية) إن “زيادة الهجمات المذكورة خلقت جوا متوترا في المجتمعات الإسلامية في البلاد”، حيث يبلغ عدد المسلمين في بريطانيا نحو 2.8 مليون، أي ما يعادل 4.4 بالمئة من إجمالي السكان.
وبحسب بيانات بلدية لندن، فإن المعدل اليومي لحوادث الإسلاموفوبيا بالعاصمة ارتفع من 3 حوادث إلى 20 حادثا عقب هجوم جسر لندن، فيما أكد كبير ضباط مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة أن بريطانيا تواجه تهديدا جديدا وكبيرا من الإرهاب اليميني المتطرف المنظم، مشيرا إلى أن الشرطة أحبطت أربع مؤامرات من تدبير متطرفين يمينيين العام الماضي.
وقال مارك رولي مساعد قائد شرطة لندن للصحافيين “التهديد الإرهابي اليميني أكثر أهمية وتحديا مما قد يظنه الرأي العام”.
وبريطانيا هدف رئيسي للمسلحين الإسلاميين المحليين والأجانب منذ هجمات عام 2001 على الولايات المتحدة، لكن رولي قال إنه حتى العامين الماضيين، اقتصر النشاط اليميني المتطرف على الاحتجاجات غير المرغوب فيها وجرائم الكراهية، مع حوادث خطيرة تقتصر على تحركات أفراد معزولين.
وقال رولي “هذا جزء مهم من التهديد الإرهابي. لم يكن الإرهاب اليميني منظما من قبل هنا”، مضيفا “هناك العديد من الدول الغربية التي تواجه تحديات من اليمين المتطرف وتقيم أعداد كبيرة من المجموعات التي نشعر بالقلق منها هنا علاقات معها وتتواصل معها”.
ويشارك جهاز المخابرات الداخلية (إم.أي.5) الآن في التحقيق في أمر اليمين المتطرف وحذر من أن جماعات بريطانية تسعى لإقامة علاقات مع متطرفين دوليين.