توعظون في الصحافة ، أين أنتم من ذكراها ؟
أصبحت الجالية المغربية تعرف الْيَوْمَ طبولوجيا الصحافة في ظل تقنين هذا المجال في المغرب ، و خصوصا و أن هذه المهنة أصبحت تعرف إستنساخا و يَرَوْن فيها أقصر الطرق للحصول على وظيفة بدلا من الجلوس في المقاهي . على العلم أنها لا تحتاج لجهد كبير فيكفي أن تحمل آلة التصوير و إنتحال صفة و تنزل الى التظاهرات أو تجلس في مكتب و تجري إتصالات بمسؤولين أو ناشطين .
بؤر الفساد الإعلامي بطشت في حدب الجالية المغربية و غطرست في الساحة التي تعرف بعض الفراغ القانوني .
في المغرب ظهر كم هائل من القنوات و الصحف و المواقع الإلكترونية ربما يفوق ما يوجد في جميع البلدان العربية ، و تحول الصراع من الشارع الى صراع على السيطرة على قطاع الإعلام و التقدم في مؤشرات القراءة .
تبعا لما إقترفته بعض المواقع الإلكترونية خارج الوطن من إخلال بأخلاقيات مهنة الصحافي و الدفع بيأجوج و مأجوج لتغطية بعض الفعاليات الثقافية ، بشكل يعكس ضحالة ذهنية لمهرجيهاالذين غلبت عليهم المصالح الشخصية و المادية و بالتالي تسقط المصداقية الى الهاوية .
و أعرف يقينا أن أغلب الصحف التي يعمل لصالحها ياجوج و ماجوج ليس من أولويات إهتمامها الخبر الثقافي ، فنجد القسم الثقافي يغيب في مواقعهم الإلكترونية ، فإذا وصل لها الخبر بشكل ثري و مدعم بالصور على شكل تقرير ، يقص حتى يكون أقرب لثوب جحا ، و ربما ينسف الخبر بأكمله لأجل معلن تجاري أو تهنئة مستهدفة مدفوعة الثمن .
يبلسون في هذا المجال بعدما دمدمت لهم حور العين بسهراتها و أصبحت سطورهم نقيرا و أصواتهم ركزا و استدارت بهم دار الممر و الزوال كطي السجل للكتب .
الشاهد هنا أني لا أعني شخص بعينه ، فالنقد مطلب للإرتقاء بكل جوانب حياتنا ، أكانت ثقافية أو إجتماعية أو حتى سياسية ، فالنقد البناء يزيدنا تميز بين الأمم المتحضرة .