“الأحرار” منافس جديد لإسلاميي المغرب بديلا عن الأصالة والمعاصرة
عزيز أخنوش يقول إن حزبه سيقطع مع الطرق التي اعتاد عليها المغاربة، حيث تتعامل الأحزاب مع الانتخابات كأنها مناسبة وتقدم أي شخص لخوض غمارها.
يقدم حزب التجمع الوطني للأحرار نفسه بديلا سياسيا وانتخابيا لأحزاب يراها فشلت في تدبير محطات سياسية وانتخابية ومن بينها حزب الأصالة والمعاصرة الذي حظي بالمرتبة الثانية بعد حزب العدالة والتنمية الإسلامي في الانتخابات التشريعية التي أجريت في أكتوبر 2016.
وقال رئيس الحزب عزيز أخنوش إن حزبه سيقطع مع الطرق التي اعتاد عليها المغاربة، حيث تتعامل الأحزاب مع الانتخابات كأنها مناسبة وتقدم أي شخص لخوض غمارها.
وأضاف أخنوش في اختتام المؤتمر الجهوي الذي احتضنته مدينة أغادير السبت إن “الانتخابات ليست غاية بل هي فرصة لتنزيل مسار الثقة مع المواطنين، مؤكدا فتح المجال أمام المنتمين إلى الحزب للمساهمة في تنزيل مضامين المشروع الإصلاحي وكذلك الترشح للانتخابات برمز ‘الحمامة”.
وقال محمد فقيهي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فاس إن الدينامكية التي تعرفها تحركات حزب الأحرار تأتي في سياق الإعداد المبكر لتحول جذري لاستراتيجية الحزب وذلك بوضع هدف دقيق وهو المراهنة على عدد مهم من المقاعد الانتخابية ما يجعله يتبوأ مرتبة الند للند مع حزب العدالة والتنمية. ويعمل عزيز أخنوش منذ ترؤسه للحزب على تطويق مراكز تفوق العدالة والتنمية المنافس السياسي والانتخابي القوي، وهي المهمة التي يؤكد مراقبون أن حزب الأصالة والمعاصرة فشل فيها.
وخرج التنافس بين حزب الأحرار والعدالة والتنمية للعلن، عندما هاجم الأمين العام السابق عبدالإله بن كيران عزيز أخنوش، مطلع الشهر الجاري.
وقال بن كيران خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية، في 3 فبراير الجاري، موجها حديثه لأخنوش “أحذرك أن زواج المال والسلطة خطر على الدولة”، في إشارة إلى أن الأخير يعتبر أيضا من رجال الأعمال البارزين في البلاد.
وقال أخنوش في رد ضمني على بن كيران “الأحرار يتفادى تمييع المشهد السياسي أو استهداف الأشخاص لأنه ملتزم بالوفاء لحلفائه”.
ويرى فقيهي أن حزب الأصالة والمعاصرة أبدى قصوره الشديد فيما يتعلق بتدبير العملية الانتخابية باعتماده على المنظومة المحلية للأعيان بشكل تجاوز المتعارف عليه ما جعله يتراجع لصالح حزب الأحرار الذي لم يسقط في فخ الاستغلال المكثف للأعيان.
ويوصف التجمع الوطني للأحرار الذي تأسس في العام 1977، من قبل خصومه، بالحزب الإداري غير المتغلغل داخل الطبقات الشعبية والعمالية، وهو ما دفع عزيز أخنوش للعمل على إعادة هيكلة الحزب في الداخل والخارج، إذ ركز على تأسيس هيئات موازية خاصة بالشباب والنساء واستقطابه لرجال أعمال ومهنيين.
وكشف عزيز أخنوش عن التحاق 100 ألف مغربي بالحزب منذ انتخابه رئيسا، معلنا أن هدفه هو إعطاء معنى للسياسة القائمة على خدمة المواطنين لإعادة الثقة إليهم في العمل السياسي، وأكد على ضرورة ضمان مستقبل لأبنائهم وتحسين معيشتهم.
ويجتهد التجمع الوطني للأحرار في مسار تحقيق سيناريو الفوز بالمرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة للرد على المشككين في قدرة الحزب على تصدر المشهد الانتخابي المقبل.
وسبق لعزيز أخنوش أن قال خلال افتتاح المؤتمر الأخير للحزب الذي عقد في مايو الماضي ومنهم سعدالدين العثماني والحسن الداودي لقيادات حزب العدالة والتنمية، “نريد أن نكون حزبا قائما بذاته، وليس حزبا مكملا للأغلبيات، حزبا للجميع وتتوفر فيه النخب”.
وهو ما يرجّح، بحسب مراقبين، سعي الحزب إلى تصدر الانتخابات المقبلة خصوصا مع فشل حزب الأصالة والمعاصرة في الفوز بأغلبية المقاعد عام 2016.
وفي المقابل قلل سعدالدين العثماني أمين عام العدالة والتنمية من تصريحات عزيز أخنوش التي تنبأ فيها باحتلال حزبه للمرتبة الأولى في انتخابات 2021، معتبرا أن “العدالة والتنمية إذا ظل موحدا ومتماسكا فسيحتل المرتبة الأولى”.
ويرى محمد فقيهي أن حزب الأحرار لا يمكنه تجاوز حزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات القادمة “إلا أن موقعه وبناء على تحركات رئيسه واستراتيجيته المعتمدة سيجعله رقما محوريا ومحترما جدا في انتخابات 2021”. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس انتقد بشدة في يوليو الماضي أداء الأحزاب في بلاده.
وقال في خطابه بمناسبة ذكرى عيد العرش إن “اختياراتنا التنموية تبقى عموما صائبة، إلا أن المشكلة تكمن في العقليات التي لم تتغير وفي القدرة على التنفيذ والإبداع”.
وأضاف أن “التطور السياسي والتنموي الذي يعرفه المغرب لم ينعكس بالإيجاب على تعامل الأحزاب والمسؤولين السياسيين والإداريين، مع التطلعات والانشغالات الحقيقية للمغاربة”.