عباس يعرض ‘صفقة القرن’ الفلسطينية
أعاد الرئيس محمود عباس في خطاب بمجلس الأمن التذكير بالخطوط الحمراء للشعب الفلسطيني، طارحا عقد مؤتمر دولي للسلام، في محاولة لإنهاء تفرد الولايات المتحدة بملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب نادر أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الثلاثاء إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط بحلول منتصف العام الحالي، طارحا إمكانية تبادل طفيف للأراضي مع إسرائيل، في محاولة “يائسة” لإغرائها بالعودة إلى المفاوضات المتوقفة منذ العام 2014.
ويبدو أن هدف الرئيس الفلسطيني من الدعوة إلى عقد مؤتمر للسلام قطع الطريق على مبادرة تعتزم الإدارة الأميركية طرحها خلال الأشهر القليلة المقبلة، ويخشى الفلسطينيون من أن تتضمن تنازلات مؤلمة، وفق ما سرب من حديث عن خطوطها العريضة.
وقال الرئيس الفلسطيني إنه مستعد لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل فورا، بما يشمل تبادلا طفيفا للأراضي، دون التنازل عن القدس الشرقية أو أي من قرارات الشرعية الدولية.
وعرض عباس خطة للسلام داعيا الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين إلى القيام بذلك. ومن بنود خطة السلام التي طرحها عباس “تشكيل آلية دولية متعددة الأطراف تساعد الجانبين في المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع الدائم حسب اتفاق أوسلو”.
وقال عباس “ندعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في منتصف العام 2018، يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، ويتم بمشاركة دولية واسعة تشمل الطرفين المعنيين، والأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة وعلى رأسها أعضاء مجلس الأمن الدائمون والرباعية الدولية، على غرار مؤتمر باريس للسلام أو مشروع المؤتمر في موسكو كما دعا له قرار مجلس الأمن 1850”.
وأضاف أنه “خلال فترة المفاوضات، تتوقف جميع الأطراف عن اتخاذ الأعمال أحادية الجانب، وبخاصة منها تلك التي تؤثر على نتائج الحل النهائي”، ويقصد أساسا وقف أعمال الاستيطان.
وشدد عباس على الأسس المرجعية لأي مفاوضات قادمة، وهي “الالتزام بالقانون الدولي” و”مبدأ حل الدولتين، أي دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل على حدود الرابع من يونيو عام 1967”.
وأكد عباس أن “جميع الدول العربية والإسلامية مستعدة للاعتراف بإسرائيل بعد قيام الدولة الفلسطينية”.
وذكّر المجتمع الدولي بوجود 6 ملايين لاجئ خلفتهم النكبة (عام 1948)، متسائلا عن مصيرهم في ظل قرار واشنطن تقليص مخصصات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
ولم يعد الفلسطينيون يعتبرون الولايات المتحدة وسيطا محايدا، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ديسمبر الماضي إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وأيضا اعتمادها سياسة تضييق مالي على الفلسطينيين من خلال تقليص الدعم لمنظمة الأونروا التي تعنى بنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني في الداخل وفي دول الجوار.
ويقول مراقبون إن إقدام عباس على طرح مبادرة للسلام بعد جولات قام بها شملت دول الاتحاد الأوروبي وروسيا، يهدف إلى وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، وعدم حصر الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الولايات المتحدة.
وعقب انتهاء كلمته غادر عباس قاعة مجلس الأمن دون الاستماع لكلمة المندوب الإسرائيلي، داني دانون، وبقية المتحدثين.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي لم يحضر كلمتها إن المفاوضين الأميركيين مستعدون “لإجراء محادثات لكننا لن نلاحقكم”.
وكان جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره وجيسون جرينبلات مبعوثه للشرق الأوسط يجلسان خلف هايلي في اجتماع مجلس الأمن. ويعمل كوشنر وجرينبلات على خطة السلام الجديدة في الشرق الأوسط، والتي تثير قلق الفلسطينيين.