ترامب يتحدى غضب العالم الإسلامي بتعجيل نقل السفارة
الحكومة الفلسطينية تعتبر التصريحات بنقل السفارة إلى القدس في مايو، الذي يوافق ذكرى النكبة، مساسا بمشاعر الفلسطينين والأمة العربية.
نمد يدنا للسلام لكن..
أثار إعلان الولايات المتحدة عن نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس في شهر مايو القادم ردود أفعال كثيرة سواء من داخل الدول الإسلامية أو خارجها، إذ أعلنت القاهرة السبت عن اجتماع لوزراء خارجية اللجنة السداسية العربية ونظرائهم من دول الاتحاد الأوروبي الاثنين لبحث تداعيات قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وقالت الخارجية المصرية في بيان إن الاجتماع العربي الأوروبي يعقد بمقر مفوضية الاتحاد بالعاصمة البلجيكية بروكسل. ولم يحدد البيان بدقة دول الاتحاد الأوروبي التي ستشارك في الاجتماع. وأشار إلى أن المباحثات ستتناول تداعيات قرار واشنطن بشأن القدس وسبل إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتتكون اللجنة الوزارية السداسية العربية من وزراء خارجية مصر والأردن والإمارات والسعودية والمغرب وفلسطين، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط.
وتشكلت هذه اللجنة السداسية عقب الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول العربية، في ديسمبر الماضي، لتقييم الموقف وتحديد الخطوات القادمة للدفاع عن وضعية القدس بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشهر نفسه اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. واستنكر الأمين العام للجامعة العربية، السبت، بـ”أشد العبارات” إعلان وزارة الخارجية الأميركية اعتزام الولايات المتحدة نقل سفارتها من تل أبيب إلى مدينة القدس في مايو المقبل.
واعتبر أبوالغيط في بيان أن قرار الإدارة الأميركية “يمثل حلقة جديدة وخطيرة في مسلسل الاستفزاز والقرارات الخاطئة المستمر منذ ديسمبر الماضي، والذي يوشك أن يقضي على آخر أمل في سلام وتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين”. وأضاف أن “القرار الأميركي بنقل السفارة في ذات تاريخ النكبة يكشف عن انحياز كامل للطرف الإسرائيلي وغياب أي قراءة رشيدة لطبيعة وتاريخ الصراع القائم في المنطقة منذ ما يزيد عن سبعين عاما”.
ووصفت وزارة الخارجية التركية، السبت، إعلان واشنطن نقل سفارتها في مايو المقبل بالأمر “المقلق إلى أبعد الحدود”.
عجّلت الولايات المتحدة في إجراءات نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس التي من المقرر أن تكون في شهر مايو القادم تزامنا مع الذكرى 70 لقيام دولة إسرائيل والتي يطلق عليها العرب تسمية “النكبة الكبرى”
وأكدت الخارجية، في بيان، أن الإعلان يظهر إصرار الولايات المتحدة على تخريب أرضية السلام بانتهاك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن بشأن القدس وثوابت الأمم المتحدة.
والجمعة، كشف مسؤولان بإدارة ترامب أن عملية نقل سفارة واشنطن لدى إسرائيل إلى القدس ستجري منتصف مايو المقبل بالتزامن مع حلول الذكرى السبعين لقيام إسرائيل.
ويحيي الفلسطينيون في 15 مايو من كل عام ذكرى النكبة، التي وقعت أحداثها في 1948 وجرى خلالها تهجيرهم من أراضيهم بينما يحتفل الإسرائيليون بما يسمونه “عيد الاستقلال الـ70” هذا العام.
وقال المتحدث الرسمي باسم حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية يوسف المحمود، في تصريح لوكالة معا الفلسطينية السبت، إن “التصريحات الأميركية بشأن نقل السفارة الأميركية إلى القدس في شهر مايو المقبل، الذي يوافق ذكرى النكبة المشؤومة تشكل مساسا بهوية شعبنا العربي الفلسطيني ووجوده، كما تشكل مساسا مباشرا ومتعمدا بمشاعر أبناء شعبنا وأمتنا العربية”.
وشدد المحمود على أن قرار نقل السفارة الذي أعلنه الرئيس الأميركي ترامب كان “قرارا مرفوضا ومدانا، وهو يشكل مخالفة واضحة وصريحة لقرارات الشرعية الدولية ولكافة القوانين الإنسانية والعالمية” المتفق عليها.
وأضاف أن “ما فعله ترامب هو قيامه بمنح مدينتنا العربية المقدسة عاصمة دولة فلسطين لآخرين في خطوة لم تحدث في التاريخ، إلا عبر عنجهية الاحتلال والاستعمار”.
الخطوة تعدّ تحديا واضحا لدول العالم الإسلامي لرفضها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأثار الإعلان الجديد بشأن القدس ردود أفعال كثيرة داخل العالم الإسلامي وخارجه
ويخالف إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سياسة اتبعتها الولايات المتحدة للعشرات من السنين ويسعد الحكومة الإسرائيلية لكنه يثير غضب الفلسطينيين الذين يريدون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. وأثار الإعلان أيضا انتقادات البعض من حلفاء الولايات المتحدة.
والإطار الزمني المقترح الجديد أسرع مما توقع كثيرون. ففي يناير قال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أمام الكنيست الإسرائيلي إن ذلك سيحدث بحلول نهاية العام المقبل.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت إن السفير الأميركي إضافة إلى عدد صغير من العاملين سيشرعون في تشغيل “سفارة مؤقتة” من داخل مبنى يضم الشؤون القنصلية بحي أرونا في القدس. وأضافت أن عملية البحث بدأت بالفعل عن موقع دائم للسفارة بدلا من الموقع الحالي في تل أبيب. وقطع ترامب وعدا خلال حملته لانتخابات الرئاسة بأن يحقق ذلك. ومن المعتقد أن بنس وديفيد فريدمان السفير الأميركي الذي عينه ترامب لدى إسرائيل مارسا ضغوطا من أجل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.