بن كيران على رأس الذراع الدعوية للعدالة والتنمية
رئيس الحكومة المغربية السابق يخلط السياسي بالدعوي بعد أن سعى مرارا لإظهار أن إسلاميي المغرب يتصرفون كحزب وليس كفصيل ديني.
يسعى رئيس الحكومة المغربي السابق عبدالإله بن كيران إلى العودة إلى الواجهة من بوابة رئاسة حركة التوحيد والإصلاح، وذلك كرد فعل على قيادات حزب العدالة والتنمية الذين اختاروا بدلا عنه سعدالدين العثماني رئيسا للحكومة وأمينا عاما للحزب.
ويرى متابعون للشأن المغربي أن انتقال بن كيران من قيادة الحزب والحكومة إلى ترؤس الذراع الدعوية للحزب ذي الخلفية الإخوانية، يعكس التداخل بين المجالين في أذهان إسلاميي المغرب، بالرغم من حديثهم الدائم عن التخصص وفصل السياسي عن الدعوي، وأن الأمر لا يعدو أن يكون مناورة للهروب من النقد الموجه لهم.
وقال عصام الرجواني، القيادي بحركة “التوحيد والإصلاح” المغربية، إن بن كيران “يمكن أن يترأس الحركة خلال الانتخابات المزمع تنظيمها صيف العام الحالي”، مضيفا أن “بن كيران عضو بمجلس شورى الحركة وعضو بمؤتمرها القادم، ووفقا للقوانين الداخلية يمكن أن يتم ترشيحه من قبل المؤتمر العام للحركة”.
وأشار المتابعون إلى أن بن كيران، الذي سعى مرارا لإظهار أن إسلاميي المغرب يتصرفون كحزب وليس كفصيل ديني، باعتبار أن الشأن الديني مهمة ترعاها المؤسسة الملكية، عاد إلى الوضع الطبيعي، وهو خلط السياسي بالدعوي وتوظيف الخطاب الديني الذي ترفعه حركة التوحيد والإصلاح للاستقطاب الحزبي.
ويقول مقربون من بن كيران إن عودته إلى الحركة كواجهة دعوية هدفها بالدرجة الأولى توجيه رسالة لقيادات حزبه، الذين قطعوا عليه طريق الولاية الثالثة كأمين عام، فحواها قدرته على المناورة والتحدي.
وأشاروا إلى أن الأمين العام السابق للعدالة والتنمية يريد الانتقام من عدد من قيادات التوحيد والدعوة الذين قادوا حملة ضد تمكينه من الولاية الثالثة في الحزب الذي يتداخل في صنع قراره الجانب السياسي والدعوي.
يشار إلى أن المؤتمر العام لحركة التوحيد والإصلاح يرشح 5 أشخاص، ويدور نقاش حولهم، ثم تجرى انتخابات لاختيار الرئيس من بين هذه الأسماء الخمسة.
وتستعد حركة التوحيد والإصلاح لعقد مؤتمرها السادس في أغسطس المقبل، لاختيار رئيس للحركة لولاية جديدة، ويمكن ترشيح رئيسها الحالي عبدالرحيم الشيخي، الذي يتولى القيادة منذ 4 سنوات، لولاية جديدة (يجوز ترشيحه لولايتين فقط).
ويعتبر المؤتمر العام، حسب القانون الأساسي للحركة، أعلى هيئة تقريرية فيها، ينعقد بصفة عادية كل أربع سنوات، يتم فيه تقييم أعمال الحركة في الولاية المنتهية، ويحدد توجهاتها، وأولوياتها في المرحلة التي تليها، كما ينتخب رئيس الحركة وقيادتها الوطنية.