شبيبة العدالة والتنمية محور صراع العثماني وبن كيران

عبدالإله بن كيران يستقوي بالشبيبة وبعض القيادات داخل الحزب لتمرير رسائله بأنه لم يمت سياسيا.
وصل الصراع على التحكم في مفاصل حزب العدالة والتنمية المغربي مداه، إذ أكد سعدالدين العثماني رئيس الوزراء وأمين عام الحزب، أن “الاختلاف الفكري عادي وإيجابي، لكنه إذا لم يدر بالطريقة الإيجابية يضحى سلبيا ومفجرا ويؤدي إلى الانشقاقات والنزاعات والصراعات”.

ونبه العثماني، في أول اجتماع للمكتب الوطني لشبيبة الحزب، إلى أن الشبيبة “ليست حزبا آخر بل هي هيئة تشتغل وفقا لثوابت حزب العدالة والتنمية”، وبأنها تمثل إلى جانب الحزب “مشروعا سياسيا لخدمة الوطن”، مسجلا أنه “بغياب ثقافة ديمقراطية يغيب الحوار؛ لأن الديمقراطية ليست آليات بل هي قبول بالآخر والتفاعل الإيجابي معه”.

ويرى مراقبون أن رئيس الوزراء السابق عبدالإله بن كيران يستقوي بالشبيبة وبعض القيادات داخل الحزب لتمرير رسائله بأنه سياسي لم يمت، وهذا ما أزعج رئيس الحكومة، الذي يصارع من أجل إظهار أن حزبه ليس متمردا على أصول اللعبة السياسية المتوافق عليها.

وفي إشارة إلى غضبه من الأصوات المزعجة داخل الحزب والشبيبة بالخصوص، انتقد العثماني اللجوء إلى “السب والقذف، وسوء الأدب الذي لا يمت إلى الديمقراطية بصلة”. وسار العثماني في ذلك على نهج بن كيران، الذي كان بدوره يقمع أي صوت ضد التيار الغالب في الحزب.

وأطلق بن كيران تصريحات مثيرة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر شبيبة العدالة والتنمية قبل أسبوعين، ضد حزبي “الأحرار” و”الاتحاد الاشتراكي”، والتي خلقت بلبلة داخل التحالف الحكومي، بقوله لقيادات الشبيبة “أنا فقط أعدت ما قاله العثماني، وأضفت القليل”.

وأثناء زيارتهم لبن كيران ببيته، السبت، شكره قياديو الشبيبة على ما قاله في مؤتمرهم. وبدوره حثهم على ضرورة الاستمرار في توفير التكوين الأساسي للشباب، لضمان تهيئة نخبة تضطلع بأدوارها داخل المجتمع.

ولامتصاص غضب شبيبة الحزب الموالية لبن كيران، أكد العثماني أن “الحزب تجاوز هذه المراحل”، في إشارة إلى إعفاء بن كيران من منصبه، وطالب بـ”استخلاص الدروس من المراحل الماضية للاطلاع على المستقبل”.

ويعمل العثماني والتيار المؤيد له داخل الحزب على محاولة ترويض المتمردين داخل هيئة الشبيبة، التي لا يرغب في فقدانها، من أجل الاستفادة من خدماتها في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

ويريد العثماني في اجتماعه مع شبيبة العدالة والتنمية، أن يلمع صورة حزبه عبر المبالغة في منجزاته التي تواجه معارضة قوية من قبل قوى واسعة في الشارع المغربي.

ويقول مراقبون في المغرب إن الحزب فقد البريق الذي كان يتمتع به منذ 15 سنة، وأصبح حزبا يباشر عمله على غرار الأحزاب الأخرى.

وأضفى العثماني على خطابه خلال الاجتماع نبرة المظلومية، إذ أرجع أسباب تفاقم الاختلاف والتخاصم بين أعضاء حزبه وبين شبيبة الحزب، إلى أطراف خارج الحزب، في حين أن اختلاف الرؤى والطموحات التي يحملها قيادات الصف الأول والثاني هي السبب الرئيسي وراء توسيع رقعة الخلافات، إضافة إلى فشل الحكومة التي يقودها العدالة والتنمية في التعامل مع سلسة من الاحتجاجات، كان آخرها أطباء القطاعين الخاص والعام.

وفي خطوة لعزل القيادات الموالية لخط بن كيران، قدم العثماني وعودا لشبيبة الحزب بفتح ورش الحوار الوطني بعد المؤتمرات الجهوية لقراءة مستقبل الحزب، محذرا من الشائعات التي يتم تداولها، وداعيا إلى “تمحيص الأخبار المتداولة خصوصا عن الحكومة والحزب، قبل بناء أحكام عليها

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: