ورشة تكوينية لفائدة الأندية السينمائية بالمؤسسات التعليمية بخريبكة

نظمت خلال يومي الجمعة والسبت 16/17 فبراير 2018 ورشة تكوينية بمركز سكيلز بخريبكة” khouribga skills”، همت تاسيس وبرمجة وتنشيط الأندية السينمائية بالمؤسسات التعليمية بخريبكة وباقي المدن المنجمية حيث تواجد مراكز سكيلز التابعة لمؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط Fondation ocp.
جاء هذا المحترف استجابة لمشروع “مؤسسة اوصيبي “OCP” بتنيسق مع الخزانة الوسائطية السينمائية بطنجة وشمل في قافلة جابت ايضا مدن اخرى : كأسفي ، بنجرير ، اليوسفية و الجديدة .
اجتمع ما يقرب من 24 مستفيدا بقاعة بالمركز وبعد توزيع دليل النادي السينمائي باللغتين العربية والفرنسية وملصق انشاء وتنشيط الأندية السينمائية المدرسية ، افتتح ذ/ والناقد السينمائي ومنشط الدورة ، عبد الكريم واكريم بمساعدة سارة مديوني ، منسقة المشروع والمسؤولة عن الأنشطة التعليمية للخزانة السينمائية بطنجة ، البرنامج بجلستين صباحية وأخرى مسائية ؛
وخلال هذين اليومين تتبع الحضور عروضا سينمائية منها ما يعود الى بداية السينما مرورا بأهم موجاته اوانجازاتها ..فاستمتع الجميع بعرض أول شريط يؤرخ لنشأة السينما : “الخروج من المعمل ” sortie de l’usine ،من إخراج الأخوين Lumieres ، سنة 1895 ؛ تبعه فيلم ” سفر في القمر voyage dans la lune للمخرج جورج ميليس سنة 1902 ، الذي يجسد بداية التخييل السينمائي والخدع و استعمال المؤثرات ؛ شريط فاوست لمورنرو murnut سنة 1926 ممثل المدرسة التعبيرية الألمانية ؛ حيث تطرق هذا الفيلم الى عجز الطب الشعبي في معالجة مرض الطاعون وكيف تحالف الطبيب مع الشيطان ..عبر استعمال ثقنية الضوء والظلال والكتابة عبر النص في التعبير ؛ ؛ شريط ” سارق الدراجة ” LADRI DI BICICLETT للمخرج الايطالي فيكتوريو دي سيكاVittorio De سنة 1948 وشوهد عن سينما الموجة الجديدة بفرنسا فيلم جون لوك كودار ؛ About de soufle ) وفيلم ازدراء “mepris “…
واختتمت هذه الدورة بعرض فيلم ” جبل فيدجي بالأحمر ” الجميل للمخرج الياباني لكيوي زاوا من طرف النادي المحلي قام بتنشيطه ببراعة ذ/ عبد اللطيف الركاني ؛ فكان عرضا تعليميا بارعا تناول القراءة الفيلمية لمكونات الفيلم بدءا بمعرفة الحدوثة والحركة ( خطية / دائرية ) الكاميرا ، اللقطة وأنواعها والمشهد أو المتتالية ، الإطار والحقل وخارجه ، مرروا بتحديد الشخصيات والمكان والحوار؛ ووظيفية كل عنصر كازالة النظارة ومسحها بالمنديل ، الصمت بعد الضجيج وبقايا دمار انفجار المفعلات النووية ورمزيتها ؛ وصولا إلى الأبعاد الدلالية والقيمية والرمزية لكل عنصر وأهميته في استجلاء المعنى الظاهر والخفي .
إجمالا جمع هذا التكوين بين النظري والتطبيقي ؛ حيث تطرق المحاضر خلال هذه الدورة إضافة إلى تقديم موجز عن الفيلم ومكوناته الفيلمية وسياقه الفيلمولوجي و التاريخي بل عمد إلى تأطير النقاش ، الذي حضره رواد النادي السينمائي بخريبكة وبعض المخرجين المحليين الهواة ؛ فكان غنيا بتبادل الأفكار وفرصة سانحة للراغبين في تأسيس أو الاشرف على نادي سينمائي مدرسي ؛ وذلك بمعرفة أسسه وشروط ادارته و دوره وأوصاف المنشط والمسير له ؛ وبالعودة الى الدليل تضمن موادا غنية تهم ثقافة الصورة وكيفية تصديرها واستعمالها كوسيلة ديداكتيكية في حقل التربية على الصورة ؛
طبعا يسعى المنشط من خلال ذلك الى بلوغ كفايات و مهارات تهم خصوصية الصناعة السينمائية : ككتابة السيناريو وإخراج أفلام قصيرة والتصوير إضافة إلى ثقنية المونتاج وذلك
فكان التكوين مفيدا من حيث تعلم كيفية البرمجة السينمائية التي تشمل عرض فيلم يهم سينما بلد ما واستضافة مخرجين وممثل ..؛ ثم تعرض المنشط لكيفية القراءة الفيلمية بدءا من مكونات الفيلم وسياقه الفيلمولوجي والتاريخي ومكوناته وابعاده ؛ بل أن مقاربة وإدماج الثقافة السينمائية في الوسط المدرسي سيمكنها من وسيلة تعليمية سريعة بل ثقنية محبوبة وقريبة من الطفل في عصر العولمة واكتساح ثقافة الصورة في الحياة اليومية ؛ ولعل تملك مفاتيح قراءتها وأبجديتها سيمكن المتلقي ليس بالوعي بايجابياتها بل مخاطرها وأيضا التحفيز والإبداع.
ومن التوصيات التي افرزها النقاش افتراض مواكبة المؤسسات التعليمية لمستجدات الحداثة بتوفير اطر كفئة وفاعلة وتوفير فضاءات وخزانة سمعية بصرية ودعم معنوي ومادي لهذه الأندية ، وخلق والانفتاح على المحيط السوسيوـ ثقافي .
وفي الختام وزعت على كل مستفيد شهادات المشاركة في هذه الدورة .

المصطفى الزواوي

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: