الجزائر مع تفعيل الاتحاد المغاربي لكنها تعطله

الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة يدعو إلى ‘النهوض’ بمؤسسات اتحاد المغرب العربي و’تنشيط’ هياكله.

تقول الجزائر في 17 فبراير من كل سنة إنها متمسكة بتفعيل اتحاد المغرب العربي، وهي التصريحات التي تثير استغراب المراقبين الذين يعتبرونها أحد أبرز معرقلي قيام هذه المؤسسة المغاربية بسبب تأجيجها للصراع بين جبهة البوليساريو والمغرب.

ودعا الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الجمعة إلى “النهوض” بمؤسسات اتحاد المغرب العربي و”تنشيط” هياكله، كما جاء في أربع برقيات بعثها إلى قادة تونس والمغرب وموريتانيا وليبيا، عشية الذكرى الـ29 لتأسيس هذا الاتحاد.

وأكد بوتفليقة في برقية بعث بها إلى الملك محمد السادس “حرص الجزائر على النهوض بمؤسسات الاتحاد وتنشيط هياكله بما يمكن من الذود عن المصالح المشتركة لبلدانه”، كما نقل التلفزيون الحكومي.

وأضاف أن الذكرى “محطة تفرض علينا تقييم مسيرة الاتحاد المغاربي وتطوير منظومة العمل وتكييفها وفقا للظروف الراهنة”.

وفي رسالته إلى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي جدد بوتفليقة “تمسك الجزائر الثابت باتحاد المغرب العربي باعتباره خيارا استراتيجيا ومطلبا شعبيا”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية.

وذكّر بوتفليقة نظيره الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز بـ”ضرورة مراجعة طريقة عمل (الاتحاد المغاربي) كي يصبح له دور فاعل إقليميا ودوليا”، بحسب المصدر نفسه.

ودعا الرئيس الجزائري في البرقية التي بعث بها إلى رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج، إلى”اغتنام فرصة الاحتفال بذكرى تأسيس الصرح المغاربي من أجل تقييم مساره في الدفاع عن المصالح المشتركة للدول المؤسسة له”.

وتأسس اتحاد المغرب العربي في 17 فبراير 1989 وهو يضم الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، لكنه ظل معطلا والاتفاقيات الموقعة دون تنفيذ بسبب الخلافات الجزائرية المغربية حول النزاع في الصحراء المغربية.

ويرى مراقبون أن قضية الصحراء المغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تتلقى دعما من الجزائر، تعد من الأسباب الرئيسية لفشل هذا الاتحاد. ويقول هؤلاء المراقبين إن إقليم الصحراء المغربية تحول إلى محور مهم من محاور عدم الاستقرار في العلاقات المغاربية عامة والعلاقات المغربية-الجزائرية خاصة، وأن إحاطة الإقليم بأقطار لكل منها مشاكله مع الآخر قد عقّد المشكلة وجعل منها منطقة تنازع بين كل من المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: