ديربي مغربي مثير بين الغريمين الوداد والرجاء
- سيكون ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، السبت، مسرحا للديربي بين الوداد والرجاء، لحساب الجولة العاشرة، بالدوري المغربي للمحترفين. وتحظى المباراة بأهمية كبيرة للفريقين، اللذين يسعيان لإنجاح هذا اللقاء.
تتجه الأنظار السبت، إلى ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، الذي يشهد مباراة ديربي الدار البيضاء رقم 123 بين الوداد والرجاء المؤجلة من الجولة العاشرة من منافسات الدوري المغربي.
وسيكون لاعبو الفريقين وكذلك المدير الفني التونسي فوزي البنزرتي مدرب الوداد، ومنافسه الإسباني خوان كارلوس غاريدو مدرب الرجاء، محط أنظار الجميع، دون نسيان صناع المشهد المثير في المدرجات من روابط المشجعين الذين يستأثرون باهتمام الإعلام الأوروبي والعربي الذي يتوجه إلى العاصمة الاقتصادية للمغرب لتغطية أحداث أكثر المباريات إثارة في المنافسة المحلية.
وما بين أولتراس “وينرز” المساند للوداد، ونظيره “إيغلز” المشجع للرجاء، ومعهما “غرين بويز”، ستشتد المنافسة بين الجماهير، إذ يسعى كل طرف لتجهيز “تيفو” خاص به من أجل إظهار أفضل “دخلة” لجلب اهتمام أكبر عدد من المتابعين عبر رسائل خاصة تسعى روابط المشجعين لتمريرها في لافتات كبيرة.
وتحفز تلك اللافتات الكثير من الجماهير المغربية وكذلك العربية على التوجه خصيصا للدار البيضاء لحضور مباراة الديربي التي أصبحت الجماهير “نكهتها” الأولى، فحتى عندما تغيب الإثارة من بين أقدام اللاعبين فإنها تحضر في المدرجات، لتمنح ديربي “كازا بلانكا” إثارة ما بعدها إثارة، وذلك باعتراف العديد من النقاد الرياضيين والإعلاميين الذين يسافرون من بلدان بعيدة من أجل رصد كل كبيرة وصغيرة في ديربي الدار البيضاء. وتحظى المباراة بأهمية كبيرة للفريقين، اللذين يسعيان لإنجاح الديربي، عبر عدة مفاتيح.
لم تنجح بعض مباريات الديربي، في السنوات السابقة، على المستوى الفني، بسبب الصرامة التكتيكية، التي ينتهجها المدربون، خوفا من الهزيمة. وغالبا ما يضع المدربون في الديربي، تكتيكا صارما، يعتمد على الدفاع وتحصين المرمى، لتغيب الإثارة. ولذلك، فإن فوزي البنزرتي، مدرب الوداد، وخوان غاريدو، مدرب الرجاء، مطالبان بالاعتماد على أسلوب هجومي، لضمان مستوى فني جيد.
جمهور قياسي
يبقى الجمهور ملح الديربي، وواحدا من أهم الأسباب لإنجاح هذا العرس الكروي المغربي، حيث تضفي جماهير الفريقين أجواء رائعة، من خلال الشعارات والأهازيج. ويُنتظر أن تجرى المباراة بشبابيك مغلقة، وجمهور قياسي، وهو الشيء الذي سيعطي الديربي نكهة أخرى. ولأن الديربي سيعرف حضورا جماهيريا كبيرا، فإن المطلوب أن يكون التنظيم محكما، لضمان نجاحه، سواء داخل الملعب أو خارجه. وذلك لأن سوء التنظيم، من شأنه أن يفسد هذا العرس الكروي، كما أن جمهور الفريقين، معني أيضا بإنجاح الديربي، من خلال احترام بعضه البعض، والمساهمة في التنظيم، خاصةً عند الدخول والخروج، لتفادي كل مظاهر الشغب والفوضى.
غالبا ما يكون أداء نجوم الفريقين حاسما في الديربي، حيث تُسلط عليهم الأضواء، لأن حضورهم يرفع من مستوى المباراة وقيمتها. ويعول الوداد على مجموعة من الأسماء البارزة، مثل إسماعيل الحداد، ووليد الكرتي، وصلاح الدين السعيد. أما الرجاء، فيعول على عبدالإله الحافيظي، ومحسن ياجور، ومحمود بنحليب، وغيرهم، ليكونوا في الموعد، غدًا السبت.
وقال عبدالرحيم شاكير، لاعب الرجاء البيضاوي، إن مباراة الديربي أمام الوداد، لها طعم خاص دائما. وتابع اللاعب “نتمنى أن نسجل نتيجة جيدة، تمنحنا انطلاقة إيجابية، في مرحلة الإياب.. الديربي يشهد دائما صراعا تكتيكيا، وبدنيا، بين الفريقين، ما يعطيه نكهة خاصة”. وأضاف شاكير “نعرف أن المهمة لن تكون سهلة، إذ كل فريق يريد أن يحقق نتيجة إيجابية، أمام جمهوره، للمنافسة على الدرع.. نشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا، في هذه المباراة، لكننا لن ندخر أي جهد، من أجل إسعاد جمهورنا”. وختم بقوله “نتمنى أن نكون في الموعد، ونقدم المستوى الذي يخول لنا حسم الديربي”.
من جانبه قال خوان كارلوس غاريدو، مدرب الرجاء البيضاوي، إن مباراة الديربي أمام الوداد تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة للفريقين معا. وتابع المدرب “الكل معني بهذه المباراة، من جمهور ولاعبين وجهاز فني ومسيرين، لذلك نعرف أهمية هذه المواجهة الاستثنائية”. وأضاف “الرجاء استفاد من فترة توقف الدوري، حيث عمل اللاعبون على مختلف الجوانب، ليكونوا جاهزين للديربي”. وواصل غاريدو “تركيبتنا البشرية ستعرف بعض التغييرات في الديربي، بعد رحيل جواد يميق، الذي كان من اللاعبين المهمين بالفريق.. لقد غادر إلى جنوة للاحتراف، كان محقا، لأنه رغب في الانتقال إلى دوري قوي، لذلك نتمنى له حظا سعيدا”.
واستطرد “رحيل يميق يفرض على المدافعين العمل جيدا، لسد الفراغ الذي سيتركه، وفي المقابل، انتداب منير عوبادي، وعبدالعظيم، سيعطي نفسا للرجاء، في جبهة الوسط، نظرا لقيمة اللاعبين”. وعن عصام الراقي، قال “لقد رحل إلى السعودية بطريقة حزينة، وغير متوقعة، بعدما رفض الاستمرار مع الرجاء”. وختم حديثه بقوله “عودة الدوليين، بعد مشاركتهم في بطولة أفريقيا للمحليين، ستعطي الفريق توازنا كبيرا، في مباراة الديربي”.
تحكيم محلي
يلعب التحكيم دورا كبيرا، في إنجاح الديربي، إذ كلما كان مستوى الحكم، الذي يقود المباراة، جيدا، كلما مرت المقابلة في أجواء مميزة، خاصة أن الأخطاء التحكيمية، تثير قلق اللاعبين والجمهور. وأعلنت لجنة الحكام التابعة للاتحاد المغربي لكرة القدم، عن حكام مباراة الديربي التي ستجمع بين الغريمين. واختارت اللجنة طاقما تحكيميا من الدار البيضاء لقيادة المواجهة القوية، بقيادة نورالدين الجعفري كحكم رئيسي، ويساعده كل من لحسن أزكاو ومصطفى أكرداد، إضافة إلى عبداللطيف هاشمي حكما رابعا. واضطر الاتحاد المغربي إلى تأجيل الديربي، بسبب التزام الوداد البيضاوي بالمشاركة في كأس العالم للأندية، التي استضافتها الإمارات في ديسمبر الماضي، وكذلك بسبب إغلاق ملعب محمد الخامس.
كما تعذر عليه تنظيم المباراة، بسبب ازدحام أجندة الدوري المغربي، حيث كان يتعين إنهاء مرحلة الذهاب في 31 ديسمبر، لإتاحة المجال للمنتخب الوطني للاستعداد لكأس أفريقيا للمحليين. ولم يتمكن الاتحاد من إقامة اللقاء في يناير الماضي بسبب استدعاء ستة لاعبين من الوداد للمنتخب المحلي وهم محمد الناهيري وزكرياء الهاشيمي وصلاح الدين السعيدي ووليد الكرتي وأشرف بنشرقي وإسماعيل الحداد، وستة عناصر من الرجاء، وهم أنس الزنيتي وعبدالجليل جبيرة وجواد اليميق وبدر بانون وعبدالإله الحافيظي وزكرياء حدراف.