بن كيران يهاجم حليفه السابق في الحكومة عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار.
مازالت تصريحات الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية المغربي عبدالإله بن كيران تلقي بظلالها على المشهد السياسي في البلاد.
وهاجم بن كيران السبت خلال مؤتمر شبيبة حزب العدالة والتنمية، حليفه السابق في الحكومة عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار، قائلا إن “زواج المال والسلطة خطر على الدولة”.
وتابع بن كيران مخاطبا رئيس التجمع الوطني للأحرار “عزيز أنصح أن تتابع برنامجا وثائقيا أميركيا حول إنقاذ الرأسمالية، فالأميركيون يشتكون من تداخل الرأسمال والسياسة، إنكم معجبون بهم إذن فلتقتدوا بهم”.
وتعمد بن كيران السخرية من تصريحات عزيز أخنوش الأخيرة حول طموح حزبه تصدر الانتخابات التشريعية في 2021.
وأضاف “إذا أراد أخنوش أن يفوز في الانتخابات القادمة ليس لدي أي مشكل، لكن عليه أن يقول لنا من هي العرافة التي أخبرته بهذا”.
ويقول متابعون إن هجوم بن كيران على أخنوش الذي يشغل منصب وزير الزراعة والصيد البحري، ويصفه كثيرون بـ”أحد المقربين من دائرة صنّاع القرار في المملكة”، يهدف للتشويش على مسار الحكومة التي يقودها سعدالدين العثماني بعد أن فشل بن كيران في تشكيلها بسبب أخنوش الذي أصر على إشراك الاتحاد الاشتراكي.
وبحسب هؤلاء المتابعين فإن بن كيران أراد تسجيل نقاط لصالحه أمام قواعد حزب “العدالة والتنمية” بعد أن غادر منصب الأمانة العامة للحزب، لإظهار أنه مازال فاعلا سياسيا لم يمت بعد، وأنه يحافظ على أسلوبه المعروف بالصراحة الحادة في انتقاد خصوم الحزب.
وتأتي تصريحات بن كيران بينما يستعد حزب العدالة والتنمية لإطلاق حوار بهدف معالجة الخلافات التي يعيشها الحزب منذ إعفاء العاهل المغربي الملك محمد السادس لبن كيران وتكليف العثماني بتشكيل الحكومة. وانقسم الحزب عقب ذلك إلى تيارين؛ أحدهما موال لبن كيران والآخر للعثماني ويسمى أيضا بتيار الاستوزار. وتشير تقارير إعلامية إلى وجود أصوات داخل حزب العدالة والتنمية تطالب بعقد مؤتمر استثنائي للحزب يعيد بن كيران إلى الأمانة العامة، باعتبار “كارزميته وزعامته وكونه جسرا بين الحزب والمجتمع”.
وكان سعدالدين العثماني، أمين عام حزب العدالة والتنمية قال خلال نفس الاجتماع الذي حضره بن كيران، إن حزبه محط استهداف من جهات لم يذكرها.
وأضاف “عشنا مرحلة صعبة منذ انتخابات (البرلمان) 2015 حتى اليوم”.
واعتبر العثماني أنه “من الطبيعي للحزب وهو في عمق النضال السياسي، أن يكون مستهدفا من بعض الجهات”.
وأوضح أن تلك الجهات تستهدف إفشال التحالف الحكومي، والتعاون مع حزب “التقدم والاشتراكية” (يساري)، مؤكدا وفاءه له.
ويرى مراقبون أن تصريحات بن كيران تحرج العثماني ومن شأنها أن توتر العلاقة داخل الائتلاف الحاكم.
لكن الباحث السياسي عبدالإله السطي قلل من أهمية تلك المخاوف، مشددا على أن “تدبير اللعبة السياسية في المغرب يفوق قدرة العثماني وقدرة أخنوش أو أي لاعب آخر داخل الحقل السياسي في المغرب”.
ولفت إلى “أن أي صراع بين الأطراف الحكومية شخصي ولا يمكن أن يمس استقرار المؤسسات السياسية واستمرارها، مادام الملك محمد السادس هو المسؤول على استمرارها بحسب دستور البلاد”.