المغرب لا يتفاوض مع البوليساريو خارج مقترح الحكم الذاتي
السلطات المغربية تستبعد أن تكون هناك مفاوضات مباشرة مع البوليساريو في الجولة الأولى المتوقعة ويرجح إجراء مفاوضات غير مباشرة من أجل استكشاف الأفكار.
اعتبر عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية بالمغرب ، عبدالمجيد بلغزال، أن المغرب ليست ضد المفاوضات مع جبهة البوليساريو حول الصحراء المغربية المتنازع عليها، شريطة أن تدور المناقشات وفق مقترح الحكم الذاتي.
يأتي ذلك عقب إعلان عما يسمى “وزير خارجية البوليساريو” محمد سالم ولد السالك، خلال مؤتمر صحافي بالجزائر، الإثنين الماضي، استعداد الجبهة لـ”مفاوضات مباشرة” مع المغرب.
وقال بلغزال، الخبير المغربي في قضية الصحراء، إن “المغرب لم تكن في يوم من الأيام ضد المفاوضات، شريطة أن تهم هذه المفاوضات مقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية”.
وأشار إلى أن اللقاء الأخير للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر، مع البوليساريو بالعاصمة الألمانية برلين، “مجرد طرح للأفكار العامة وبناء الثقة”.
وبخصوص قبول البوليساريو إجراء مفاوضات مباشرة مع المغرب، استبعد بلغزال أن تكون هناك مفاوضات مباشرة بين الجانبين في الجولة الأولى المتوقعة، مرجحا إجراء مفاوضات غير مباشرة من أجل استكشاف الأفكار.
وشدد على أن بلاده تشترط أن تتفاوض مع البوليساريو وفق مقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية .
وحسب تصريحات ولد السالك، خلال مؤتمر الجزائر، الإثنين الماضي، فإن وفدا صحراويا التقى بالعاصمة الألمانية برلين، في 25 يناير، هورست كوهلير، و”بدأ مباحثات منفصلة” مع البوليساريو والمغرب.
وعين هورست كوهلر، الرئيس الأسبق لألمانيا، في غشت الماضي، من طرف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مبعوثا شخصيا جديدا له إلى الصحراء خلفا لكريستوفر روس.
وتشرف الأمم المتحدة على مفاوضات بين المغرب والبوليساريو، بحثًا عن حل نهائي للنزاع حول الصحراء المغربية، منذ توقيع الطرفين الاتفاق.
وكان مجلس الأمن قد عبر عن دعمه لمجهودات هورست كوهلر المبعوث الأممي الجديد للصحراء، وتأييده الواسع لتصوره حول حل قضية الصحراء ولنظرته في إطلاق دينامية وروح جديدتين في مسار المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، للوصول إلى حل سياسي متوافق عليه.
وأجرى كوهلر، في أكتوبر الماضي، جولة في المنطقة التقى خلالها الملك محمد السادس وعدة مسؤولين، حيث أبدى تفاؤله إزاء مستقبل المفاوضات حول خطة تسوية نزاع الصحراء الذي تقوده الأمم المتحدة، معترفا في نفس الوقت بأنه لا يملك حلا سحريا للملف.
ويعتبر المغرب الصحراء مسألة وجود ولا يمكن التنازل عن شبر من سيادته عليها. وكان الملك محمد السادس أكد في السابق أن بلده سيظل ملتزما بالانخراط في الدينامية الحالية، التي يقودها أنطونيو غوتيريس، وبالتعاون مع مبعوثه الشخصي، في إطار احترام المبادئ والمرجعيات الثابتة، التي يرتكز عليها الموقف المغربي.
ومن تلك المرجعيات التي حددها الملك محمد السادس، رفض أي حل لقضية الصحراء خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، ومبادرة الحكم الذاتي، التي يشهد المجتمع الدولي بجديتها ومصداقيتها.
والالتزام التام بالمرجعيات التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي، لمعالجة هذا النزاع الإقليمي المفتعل، باعتباره الهيئة الدولية الوحيدة المكلفة برعاية مسار التسوية.
والرفض القاطع لأي تجاوز، أو محاولة للمس بالحقوق المشروعة للمغرب، وبمصالحه العليا، ولأي مقترحات متجاوزة، للانحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المعتمدة، أو إقحام مواضيع أخرى تتم معالجتها من طرف المؤسسات المختصة.