محمد السادس يقترح استحداث مرصد أفريقي لمواجهة الهجرة
الملك محمد السادس يقدم خلال اجتماع قمة الاتحاد الأفريقي رؤية جديدة لمشكلة الهجرة تدعو إلى ‘مقاربة جديدة’ للهجرة تتمحور حول أفريقيا.
اقترح الملك محمد السادس استحداث منصب “المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي المكلف بالهجرة”، بهدف تنسيق سياسة الاتحاد في هذا المجال، إضافة إلى إطلاق مرصد أفريقي للهجرة، مبديا استعداد بلاده لاستضافته.
جاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس الحكومة المغربي سعدالدين العثماني، الاثنين، في اجتماع القمة الـ30 للاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والتي انطلقت الأحد وتستمر ليومين.
وقدم محمد السادس رؤية جديدة لمشكلة الهجرة بعنوان “الأجندة الأفريقية حول الهجرة”، والتي تدعو إلى “مقاربة جديدة” للهجرة تتمحور حول أفريقيا. ودعا العاهل المغربي إلى تصحيح المغالطات المرتبطة بقضايا الهجرة، مؤكدا أنه لا وجود لتدفق للهجرة ما دام المهاجرون لا يمثلون سوى 3.4 في المئة من سكان العالم.
واعتبر أن الهجرة لا تسبب الفقر لبلدان الاستقبال لأن 85 بالمئة من عائدات المهاجرين تُصرف داخل هذه الدول، مؤكدا أن الهجرة ظاهرة طبيعية تمثل حلا لا مشكلة.
وأكد الملك محمد السادس أن الهجرة “تظل تحديا عالميا وحاسما بالنسبة لقارتنا، وتستحق بعيدا عن المغالطات مقاربة جديدة تتمحور حول أفريقيا، وتجمع بين الواقعية والتسامح، وتغليب العقل على المخاوف”.
واقترح اعتماد نهج قائم على سياسات وطنية، وتنسيق على مستوى الأقاليم الفرعية، ومنظور قاري، وشراكة دولية. ودعا إلى اعتماد منظور إيجابي بشأن مسألة الهجرة، مع تغليب المنطق الإنساني للمسؤولية المشتركة والتضامن.
وتستدعي هذه الأجندة تغيير الأفكار السائدة وتحديد مفهوم جديد للهجرة يقوم على مقاربة استشرافية وإيجابية، وإرادة سياسية حقيقية للدول التي من مصلحتها أن تتم عملية الهجرة في ظروف سليمة وقانونية ونظامية، تحترم حقوق الإنسان.
وتسعى “الأجندة الأفريقية حول الهجرة” إلى جعل الهجرة رافعة للتنمية المشتركة وركيزة للتعاون جنوب – جنوب، وأداة للتضامن. وكان رئيس الاتحاد الأفريقي ألفا كوندي كلف العاهل المغربي خلال القمة الأورو-أفريقية التي انعقدت في نونبر الماضي في أبيدجان، بإعداد خطة لمعالجة ملف الهجرة غير الشرعية.
وأبرز عبدالكريم بنعتيق، الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، استعداد المملكة لوضع تجربتها في مجال الهجرة مع البلدان الأفريقية من أجل تمكين القارة الأفريقية من بلورة رؤية مشتركة في مجال الهجرة وتكون قادرة على الدفاع عنها على الصعيد الدولي.
وأكد بنعتيق أن المغرب مستعد للتعاون مع أشقائه الأفارقة في هذا المجال وأنه مقتنع بأهمية التنسيق سواء على الصعيد المحلي أو الوطني أو القاري أو الدولي بهدف تدبير أمثل لتدفقات الهجرة.
واعتمد المغرب منذ سنة 2013 سياسة وصفت بالمتميزة في مجال الهجرة مكنت من تسوية وضعية المهاجرين وحققت نتائج واعدة من خلال إدماج 7600 طفل مهاجر في المنظومة التعليمية المغربية. ومن المقرر أن يستضيف المغرب أشغال المؤتمر الدولي لاعتماد الميثاق العالمي للهجرة، وكذا المنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية في شهر ديسمبر 2018.