استئناف المفاوضات بين المغرب والبوليساريو
دعوات إلى تبني آلية الجدية والمصداقية والحياد وأخذ كل المعطيات الموضوعية للملف سواء منها الاقتصادية أو الأمنية يعمل المغرب على تزكيتها وتأكيدها إقليميا وأفريقيا وأوروبيا.
تستأنف الأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو في العاصمة الألمانية برلين.
ودعا الموفد الخاص للأمم المتحدة للصحراء الغربية هورست كوهلر وزراء خارجية المغرب والجزائر وموريتانيا والمسؤول عن جبهة البوليساريو إلى برلين لإجراء مباحثات .
وتأتي هذه الدعوة إلى الجولة الخامسة من المفاوضات بعد قرار مجلس الأمن الأخير الذي دعا إلى إكمال التحضيرات من أجل مفاوضات مبنية على الواقعية وروح التفاهم.
وأجرى كوهلر مطلع الشهر الجاري مباحثات مع أطراف أوروبية وأفريقية، اعتبرها مراقبون تمهيدا لاستئناف المفاوضات.
ويعتبر مراقبون أن الأمم المتحدة لم تحسن اختيار توقيت استئناف المفاوضات الذي تزامن مع تصعيد لجبهة البوليساريو في منطقة الكركرات وتلويحها بالعودة إلى الخيار العسكري.
وقال رضا الفلاح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أكادير إن الاستفزازات والمناورات العسكرية التي قامت بها البوليساريو بدعم جزائري، في الآونة الأخيرة تثبث عدم وجود إرادة لديها للتوصل إلى حل سياسي عادل ومقبول.
واعتبر أن “المهم ليس التفاوض بل إنضاج الشروط الكفيلة بإنجاحها، وفي مقدمتها تحلّي القيادة الانفصالية بالعقلانية وأن تسقط نهائيا من أجندتها مطلب الاستقلال التام”.
ويضع المغرب مقترح الحكم الذاتي منذ العام 2007 كإطار وتصور استراتيجي لأي حل وكإجراء تفاوضي وهو الحل الذي وصفته قوى دولية بالموضوعي والواقعي مقابل تمسك البوليساريو بما تسميه حق إقرار المصير عن طريق الاستفتاء.
ودعا الباحث المغربي في شؤون الصحراء الطالب بويا المبعوث الأممي إلى تبني آلية الجدية والمصداقية والحياد وأخذ كل المعطيات الموضوعية للملف سواء منها الاقتصادية أو الأمنية وما يرتبط بها من تشابكات يعمل المغرب على تزكيتها وتأكيدها إقليميا وأفريقيا وأوروبيا.
ويقول مراقبون إن المغرب في موقع قوة تؤكده عدة مؤشرات من بينها عودته إلى الاتحاد الأفريقي وعمله من داخله على تقويض أطروحة البوليساريو الانفصالية. ويعول هؤلاء على تدهور الدعم المادي واللوجيستي الذي كانت تقدمه عدة دول أفريقية وأوروبية ومن أميركا اللاتينية للبوليساريو.