الاحتجاجات في تونس تبدأ وتنتهي في فيسبوك

وفق معلقين على منصات التواصل الاجتماعي فإن شهر يناير يصنف في تونس من أشهر الصيف نظرا لـ”سخونة” الأحداث.

تثير الاحتجاجات المتواصلة في تونس منذ يومين جدلا واسعا على الشبكات الاجتماعية خاصة فيسبوك بين مؤيد ومعارض

ويتراشق مستخدمو فيسبوك الذي يستخدمه أكثر من 7 ملايين تونسي من أصل 10 ملايين، وفق آخر الإحصائيات، التهم ضمن عدة هاشتاغات على غرار #فاش_تستناو (ماذا تنتظرون) الذي أطلقته الجبهة الشعبية حزب المعارضة الرئيسي في تونس الذي تعهد الثلاثاء بتوسيع نطاق الاحتجاجات.

وانتشرت كتابات على الجدران تحمل اسم الهاشتاغ تحث على التظاهر والاحتجاج وتحمل تعليقات ساخرة في مجملها على غرار “اخدم وجاهد وأعط شهريتك (مرتبك) للشاهد”.

ويقول معلق “عادت الحكومة إلى ذلك الموّال القديم جدا والبدائي وهو الإرهاب، لا يوجد إرهابيون في تونس أكثر من السياسيين. الإرهاب الحقيقي هو تجويع المواطنين وضرب مصالحهم عرض الحائط والانتقام من شعب وضع الساسة في أماكن لم تكن تخطر على بالهم ليستغلوه ويهينوه”.

وأكد آخر “#فاش_نستناو، ليست مطالب سياسية أو دعوات إلى الفوضى.. هي حملة للتعبير عن رفض قانون ميزانية 2018 بشكل سلمي. لن ندفع ثمن أخطاء غبائهم السياسي”.

وسخرت متفاعلة “فبحيث نستناو في كيم جونغ أون يهديه ربي ويضغط على الزر النووي ونرتاح كلنا”.

وانتقد آخرون تعامل الإعلام مع “الأزمة”. وكتبت إحدى المشاركات تعليقا على مقطع فيديو “تعامل الإعلام التونسي مع ما يجري في البلاد هو في حد ذاته أزمة صلب الأزمة. لا مصداقية ولا حرفية ولا مهنية ولا أخلاق وكأننا فعلا قد عدنا إلى نقطة الصفر (2011)، ممثلون عن الحكومة يسيطرون على المنابر الإعلامية مقابل تغييب كلي للطرف الآخر وهو الشعب، خسئتم، فعلا إعلام عار”.

التونسيون يراقبون الأحداث من بوابة فيسبوك الذي يستخدمه 7 ملايين شخص
في المقابل، يجيب معارضون ضمن هاشتاغ #تونس_أغلى.. ويقول متهكمون “أماكن الاحتجاجات: المغازة العامة وكارفور ومونوبري وجيان والمستودع البلدي والبنوك والقباضات المالية ومراكز الأمن.. هؤلاء سراق لا غير ماذا يريدون؟”.

ويطالب مستخدمو الشبكات الاجتماعية بتسمية الأشياء بمسمياتها، فالشخص الذي يحمل سيفا ويتجول بعد منتصف الليل ليس محتجا بل “بلطجي” و“سارق”.

ويتداول مستخدمو فيسبوك صورا للتخريب الذي طال بعض المنشآت العمومية والخاصة.

وقال معلق “أن تتظاهر على غلاء المعيشة هذا من حقك أما أن تحرق وتخرّب أملاك الناس هذا لا يقبله عقل ولا شرع، فتونس بلادنا كلنا، وتخريبها مرفوض”.

وتحت نفس الشعار “فاش تستناو” كتب معلقون “هم يقولون #فاش_تستناو ونحن نقول #نستناو_في_الانتخابات_البلدية نستناو أن تتغير العقلية، لا تصح اليوم لأجل إسقاط النظام ووقت الجد تنتخب من لا يصلح لأنه اشترى صوتك”.

وقال متفاعلون “صحيح أن الأسعار غلات (زادت)، لكن #تونس_أغلى”.

كما تصاعدت تعليقات على غرار “السياسة لعبة قذرة”.

وقالت معلقة “فاش_نستناو، أنا مع هذه الحملة لكني أخاف من الأطراف الدخيلة التي ستستغلها لمصالح موجهة.. أقول كلنا لازم نحتج على الزيادات.. الأسعار غالية صحيح أما #تونس_أغلى”.

وفي نفس السياق اعتبر مغرد أن هناك “أناسا علم تركيا أحب إليهم من علم بلادهم. #تونس_أغلى”.

وتساءلت مغردة “تريدون أن تتظاهروا ..لماذا في الليل؟ تريدون أن تتظاهروا.. لماذا تسرقون؟ تريدون أن تتظاهروا لماذا تخربون؟”.

ومع اقتراب عيد الثورة الثامن الذي تحتفل به تونس في الـ14 من يناير من كل عام يقول معلقون “في تونس فقط يمكن أن يكون يناير شهرا أشد سخونة من أشهر الصيف! أصبح الأمر من عاداتنا وتقاليدنا”، في إشارة إلى الأحداث التي تشهدها البلاد.

وغرد الكاتب سليم دولة “رفقا بالوطن.. ومن لنا غير تونس.. هي المحرار والبوصلة. لا يأكلنا غول الغَضَب وإنْ كَان ثمّة أكثْر من سبب”.

من جانبه، غرد الكاتب نصرالدين بن حديد “الانتخابات في تونس وسيلة لتقاسم السلطة وتوزيع الثروات. عنف الشارع هدفه إفهام الخصوم بقدرة السيطرة على الشارع، وتفعيله للسيطرة على المشهد السياسي”.

وأضاف “فقط كعادة تونس من يمارس العنف مجرد أجير بمقابل. من يجني الأرباح جالس كالعادة في الظل يبكي مع الباكين بل نواحه أرفع منه #التاعس_والناعس”.

وغرد بن حديد “أحداث_الخبز في 1984، جدّت ذات يوم وسال الدم وسقط الشهداء. سيناريو العنف المستند إلى المطلبية الاجتماعية هو الأخطر في البلاد. هزّة كبرى كل عشر سنوات. متى الهزة القادمة وما هي التسمية؟ نفس الأسباب والوضعية ذاتها

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: