مغاربة مشردون يجاورون الاتحاد الاوروبي ببروكسيل
المزيد من الشباب المغاربة المحاصرين بتدني الأجور وارتفاع أسعار السكن وعدم الاستقرار الأسري و عدم توفرهم على بطائق الإقامة ينضمون إلى أفواج المشردين الذين يبيتون داخل السيارات أو حتى الشوارع ببروكسيل .
تسلل البرد إلى جسم جيم مصطفى .ر. رغم استخدامه كيسي نوم “والكثير من الأغطية” في المكان التي يسكنه على بعد مسافة قصيرة من البرلمان الأوروبي بسبب درجات الحرارة الجليدية. ويشاطره هذا الوضع نحو 7500 مشرد في العاصمة بروكسيل حيث تقارب الحرارة الخمس درجات منذ عدة أيام.
وأوضحت دراسة أوروبية أن المزيد من الشباب المغاربة المحاصرين بتدني الأجور وارتفاع أسعار السكن وعدم الاستقرار الأسري ينضمون إلى أفواج المشردين الذين يبيتون عند أصدقائهم أو معارفهم أو داخل السيارات أو حتى الشوارع.
و تتعارض الحياة البدائية مع الأبنية الفخمة المجاورة، حيث كان مشردا سمير .ب. أيضا في بروكسيل حيث درجات الحرارة في الشتاء عند حدّها الأدنى. في مواجهة موجة الصقيع قررت جمعية لمساعدة المشردين و إعطائهم بعض الأطعمة و أغطية .
وتقول فاليري ج المسؤولة في الجمعية “في بروكسيل من الصعب دفع إيجار إذا لم يكن الراتب عاليا جدا” مشيرة إلى أن عدد المشردين “زاد بشكل كبير جدا” خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وقد جلس نحو مئة شخص الجمعة في مقر الجمعية بعضهم يتناقش بصوت عال والبعض الآخر يلتزم الصمت حاملا معه أكياس النوم والحقائب في قاعة لا تزال تحظى بزينة عيد الميلاد.
يقول حميد (43 عاما) معلقا على الطعام “ليس لدي ما اشتكي منه”. فقائمة الطعام تتضمن الدجاج واللوبيا وكعك مع قهوة تسكب في فناجين حمراء. ويوضح هذا الرجل الأربعيني وهو يستمتع بهدوء بطعام الغداء أنه ضحك عليه عندما فكر في الهجرة إلى أوروبا بعدما أمضى 20 عاما في مهنته كنجار بالمغرب .
وتمكن من إيجاد مسكن مؤقت فيما استمر في البحث عن العمل و لكن عدم توفره على شروط الإقامة أصبح عائقا إمامه . ويوضح وقد وضع إلى جانبه كيسا يحتوي ملابس “لم يسبق لي أن بقيت عاطلا عن العمل لفترة طويلة كهذه”.
واتخذت مدينة ميل بروكسيل إجراءات خاصة في مواجهة البرد القارس المهيمن، وقد وضعت مباني حكومية في تصرف المشردين ، و أن “بعض الأشخاص لا يثقون بالملاجئ” المخصصة لهم.
وفي حي آخر بالمدينة قرب مقر وزارة الخارجية دعّمت الجمعية شقيقين، نورالدين و سعيد ، بمنحهما خيمة ، وهما يتدفآن قرب نار أشعلاها في برميل.
ويوضح سعيد “عشت في الشارع بشكل متقطع في السنوات الأربعين الأخيرة. في كل مرة أجد نفسي مجددا في الشارع لأني أعاني من مرض عقلي (..)، لذا أواجه صعوبة في الحصول على بطاقة الإقامة ”.
ولم يعد أمامه ونورالدين الذي خرج للتوّ من السجن إلا بضع ساعات ينتظران فيها في الشارع الذي ينتشر فيه ، ويوضح سعيد “لقد حصلنا للتوّ على مكان نبيت فيه” بمساعدة الجمعية مضيفا “سننتقل إليه بعد الظهر”. ويضيف شقيقه “لقد أتت المكان في الوقت المناسب لأن الحرارة ستنخفض مستقبلا أكثر