عبد الله بوصوف أخطأ الموعد و الميعاد مع الجالية المغربية
منذ إعلان الملك محمد السادس، في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الثلاثين لانطلاق المسيرة الخضراء يوم 06 نونبر 2005، عن وضع الحجر الأساس لـ”تأسيس” المجلس الأعلى للجالية المغربية، اعتبر الرأي العام المغربي أن القرار الملكي بمثابة رد اعتبار لأبناء الجالية الذين يشكلون أحد ثوابت الاقتصاد الوطني. من هذا المنطلق جاءت الالتفاتة الملكية، حرصا منه على أن يشكل هذا المجلس مؤسسة ناجعة لإسهام أبناء الجالية المغربية بالخارج في النهضة الشاملة، التي يعرفها المغرب، نظرا لما أبانوا عنه من تعلق بهويتهم الوطنية، ومن تعبئة والتزام في تقدم بلدهم، والدفاع عن وحدته، والانخراط في المشروع الديمقراطي والتنموي. لكن الأهداف والتوجهات والتصورات والاستراتيجية التي وضعها الملك لم تجد من يترجمها على أرض الواقع عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج الذي يعد هو “الرأس المدبّر” لمصالح وقضايا الجالية المغربية بالخارج، لانشغال رئيس المجلس إدريس اليزمي بمجلس حقوق الإنسان. بوصوف الذي يمسك بـ”كمّاشة” من حديد بمجلس “اليزمي” لم يترجم الإرادة الملكية عبر خدمة مصالح المهاجرين المغاربة، وتكريس المقاربة “الكلاسيكية” التي تنظر إلى أفراد الجالية المغربية كأرقام وتحويلات بنكية واستثمارات وعملة صعبة، وليس كمواطنين مغاربة من حقهم ممارسة مواطنتهم كاملة، بتوسيع انخراطهم ومشاركتهم في كل مجالات الحياة الوطنية.
والمثير أن عبد الله بوصوف توضع رهن تصرفه 5 ملايير سنويا وما يزيد، هي الميزانية السنوية التي تخصصها الدولة لتسيير مجلس الجالية. فأين تصرف “تلال” هذه الملايير وبلدان إقامة الجالية المغربية نكاد لا نسمع منها أي “هاتف” أو “نشاط” ترك صدى أو انطباعا أو ارتياحا من لدن المهاجرين المغاربة، كأنهم يعيشون في “جزر” متوحشة لا توجد فيها وسائط اتصال أو تلفزيونات أو هواتف كعبد الله بوصوف آخر نشاط نظمه يعود إلى سنتين احتفالا بعيد العرش. فهل هذا هو ما كان ينتظره الملك باختيار معظم أعضاء المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج من “الحقوقيين”، دفاعا عن حقوق المغاربة المهاجرين، وعن المصالح العليا للوطن؟
عبد الله بوصوف الذي حول مجلس “اليزمي” إلى بناية “صماء”، يعاكس اليوم توجهات الملك ويضرب عرض الحائط كل الآمال التي كانت مرهونة على تحويل المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج “جسرا” إنسانيا يذيب الأميال والمسافات البعيدة ويصل الأرحام، ويصهر قلوب الجالية المغربية بنيران الشوق إلى الوطن.. لكنه أخطأ الموعد والميعاد.