المغرب يرد على تهديدات البوليساريو بالتصعيد العسكري
الجيش المغربي يشرع بالتحرك نحو نقاط التماس مع جبهة البوليساريو حول الجدار الأمني العازل، استباقا لأي محاولة اختراق ،بحيث تم اتخاذ قرارات عسكرية جديدة بالمنطقة الجنوبية.
قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي، إن المناورات التي تقوم بها جبهة البوليساريو تعكس حالة التخبّط التي تعيشها نتيجة للانتصارات المتتالية للمغرب في الدفاع عن وحدته الترابية، وذلك في أول ردّ فعل على تلويح البوليساريو بالحل العسكري.
وكانت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية نقلت الأسبوع الماضي، عما يسمى “وزير الدفاع” في البوليساريو عبدالله لحبيب قوله إن الجبهة الانفصالية مستعدة “لأي طارئ أو احتمال من أجل انتزاع حق الشعب الصحراوي في الاستقلال وتقرير المصير”.
واستباقا لأي محاولة اختراق شرع الجيش المغربي بالتحرك نحو نقاط التماس مع جبهة البوليساريو حول الجدار الأمني العازل، بحيث تم اتخاذ قرارات عسكرية جديدة بالمنطقة الجنوبية.
وأبلغ الجنرال عبدالفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، الجنرال فاروق بلخير، قائد المنطقة الجنوبية، بأن تشرع الوحدات العسكرية في التحرك قرب المراكز الجنوبية.
ويراد بهذا الانتشار تأمين الجيش المغربي لحدوده استجابة للتحوّلات التي تمرّ منها المنطقة ودرءا لأي تهديد أو تسرّب إرهابي محتمل من الحدود الجنوبية، واستباقا لأي تحركات من طرف جبهة البوليساريو في اتجاه المنطقة العازلة في الكركرات.
ويقول مراقبون إن البوليساريو لا تملك قرارها بل تنفذ أوامر الجزائر لافتعال تشنجات عسكرية بالمنطقة بهدف التأثير على مساعي موريتانيا للتقارب مع المغرب التي تجلّت بتعيين سفير لها في الرباط، خاصة مع بروز شكوك حول عدم فعالية المعبر الرابط بين موريتانيا والجزائر.
واعتبر هؤلاء افتتاح معبر تندوف-ازويرات مسعى جزائريا إلى احتكار البوابة الأفريقية في محاولة تروم عزل المغرب عن عمقه الأفريقي، إذ أن مختلف المبادلات التجارية مع دول جنوب غرب أفريقيا تتم عبر معبر الكركرات الخاضع لسيطرة المغرب.
ويقول متابعون إن تحرك البوليساريو يهدف إلى الضغط على المبعوث الأممي للصحراء هورست كوهلر والرئيس الجديد لبعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء (المينورسو) كولين ستيوارت، في محاولة للإبقاء على التكتيكات التي كان يشتغل بها المبعوث السابق كريستوفر روس ورئيسة المينورسو كيم بالدوك خدمة لإطالة النزاع المفتعل وزيادة تعقيده.
وتشير المناورات المسلحة التي قامت بها جبهة البوليساريو إلى أن أزمة الكركرات، لم يتم احتواؤها بشكل كامل على الأرض من طرف الأمم المتحدة عبر المينورسو، رغم أن المغرب قام بانسحاب أحادي الجانب من المنطقة في فبراير الماضي، كبادرة حسن نيّة اتجاه المنتظم الدولي ولأجل “الحفاظ على وقف إطلاق النار وتعزيز الاستقرار الإقليمي”.
وخيّم التوتر على منطقة الكركرات جنوب المغرب مطلع العام الجاري بسبب التوغلات المتكررة للعناصر المسلحة للبوليساريو وأعمالهم الاستفزازية، قبل أن يعلن المغرب انسحابه كبادرة حسن نيّة.
ويقول مراقبون إن الوقائع المستجدة بالمنطقة تفرض على أصحاب القرار في المغرب التماس تكتيكات مركبة ضمن الاستراتيجية الكبرى المؤطرة بعقيدة الدفاع عن سيادة الجغرافيا والحزم في اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي والعسكري لأجل الحفاظ على الأمن القومي. وهو ما يحتّم توسيع دائرة الاستعداد من خلال معادلة التواجد الميداني عسكريا ودبلوماسيا لتطويق كل مناورة تهدف إلى النيل من سيادة المغرب.