أبل تعترف للمرة الأولى بتعمّدها إبطاء هواتف آيفون

أبل تعالج البطاريات القديمة في آيفون 6 و6 إس بإبطاء أدائها، واتهامات بتعمد الشركة خفض أداء الهاتف لإجبار زبائنها على شراء الجديد.
اعترفت شركة أبل أخيرا بتعمدها إبطاء هواتف “آيفون” الذكية كي تشجع زبائنها على شراء نسخ أحدث من الهاتف، واضعة في الواجهة مشكلة تقادم بطارية الهاتف كحجة من الممكن أن تكون مقنعة لهذه العملية التي شهدت اعتراضات واسعة بين زبائن أبل لسنوات.

وقال متحدث باسم عملاق التكنولوجيا إن “الشركة أضافت بالفعل خاصية إلى نسخ تحديث نظام التشغيل أي أو إس 2.11. الجديد على هواتف آيفون 6 و6 إس وإس إي” أدت إلى إبطاء سرعة معالج الهاتف (بروسيسور)، لكنه أكد أن إجراء الشركة يأتي من منطلق “حرصها على تقديم أفضل ما لديها لزبائنها، وهذا يشكل جودة الأداء والسعي إلى إطالة أعمار هواتف المستخدمين”.

كما قالت الشركة أيضا إن الخاصية الجديدة في التحديث تستهدف “البطاريات التي ينتهي شحنها بسرعة والبطاريات الباردة”.

وعندما تتراجع حالة بطارية الهاتف لا يكون بإمكانها إيصال الأوامر التي يدخلها المستخدم على الهاتف، ومن ثم المعالج، بالسرعة المتوقعة. وإذا حدث ذلك من الممكن أن يغلق الهاتف تلقائيا وبشكل مفاجئ حماية للمكونات الداخلية للجهاز.

وتحوّل توقف هاتف 6 و6 إس فجأة مؤخرا إلى جدل واسع بين المستخدمين، خصوصا خلال المواقف الحرجة أو خلال البحث عن الاتجاهات في الشوارع المزدحمة أو في وسط عملية طلب سيارة أجرة، رغم إظهار الهاتف أن مستوى الشحن في البطارية مازال عند مؤشر 30 – 40 بالمئة أحيانا.

وقال متحدث باسم أبل “العام الماضي أطلقنا خاصية لهواتف أيفون 6 و6 إس وإس أي سعيا للتخفيف من التعقيدات اللحظية في وصول سرعة البيانات، في محاولة لمنع الهاتف من التوقف فجأة خلال هذه العملية”، مضيفا “قمنا بمد هذه الخاصية لتشمل أيضا هواتف آيفون 7 التي تعمل بإصدار 2.11. الأخير من نظام التشغيل أي أو إس، ونخطط لإضافة المزيد من خصائص الدعم للمنتجات الأخرى في المستقبل”.

وتم الكشف عن التغيرات الجديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لاحظ نشطاء ومستخدمون لهواتف آيفون أن أداء هواتفهم، التي تعمل ببطاريات قديمة نسبيا، صار بطيئا للغاية، لكن عندما تم استبدال البطارية عاد الهاتف للعمل بالسرعة المعتادة.

وسيعيد اعتراف أبل بالوقوف خلف بطء أداء الهواتف إثارة النقاش حول سياسة “الإبطاء المتعمد”، التي تتلخص في إقدام الشركة على إضعاف قدرات الهاتف بعد فترة زمنية معينة لدفع المستخدمين إلى شراء منتجات الشركة الأحدث. ونفى مسؤولو الشركة مرارا إقدامهم على إبطاء أداء الهواتف قبل إطلاق نموذج جديد من آيفون مباشرة.

وأثار اعتراف أبل هجوما مضاعفا على الشركة، خصوصا أنها تعتبر أن ما تقوم بإدخاله هو خاصية دعم لحماية بطارية الهاتف، وليست “فيروسا” يضرب أداءه أكثر من أن يكون سببا في تطويره.

وقال جون بول، مؤسس شركة “بريميت لابس″ المتخصصة في تحليل التكنولوجيا، إن “الناس يتوقعون أمرين محددين: أداء قوي أو تقليل في كفاءة هذا الأداء مع وجود رسالة على الهاتف توضح أنه قد تحول إلى مرحلة توفير الطاقة، لكن الخاصية التي أدخلتها أبل خلقت حالة ثالثة وغير متوقعة أيضا”.

وأكد “بينما هذه الخاصية قد تم وضعها لمواجهة تراجع في أداء البطارية، فإن غالبية المستخدمين يعتقدون أن السبب الأساسي للمشكلة في تراجع في أداء المعالج المركزي وليس البطارية، ومن ثم ترجيح نظرية أن أبل تتعمد إبطاء أداء المعالج لأغراض تجارية”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: