احتجاجات ضد أداء الحكومة بالمغرب
الاحتجاجات جاءت للمطالبة بتنمية المدينة ورفع ‘التهميش’ عنها، خاصة وأنها تعاني من تدهور أوضاع سكانها المعيشية.
تظاهر الآلاف من الأشخاص الاثنين في مدينة جرادة بشمال شرق المغرب للتنديد بـ”التهميش” الذي يطال هذه المدينة المنجمية السابقة، وذلك بعد وفاة شخصين في بئر غير قانونية لاستخراج الفحم الحجري.
ويقول النشطاء إن الاحتجاجات جاءت للمطالبة بتنمية المدينة ورفع “التهميش” عنها، خاصة وأنها تعاني من تدهور أوضاع سكانها المعيشية، منذ إغلاق شركة مفاحم المغرب.
واضطر شباب المدينة بعد قرار إغلاق شركة استخراج الفحم من مناجم المنطقة عام 1998 إلى العمل في ظروف غير آمنة.
ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان الأسباب التي أدت إلى اندلاع حراك الريف شمال المغرب، والذي مازال مستمرا منذ أكتوبر 2016.
وبدأت الاحتجاجات وقتها في أعقاب مصرع تاجر السمك محسن فكري، محملة حكومة بن كيران وعموم الأحزاب السياسية مسؤولية تهميش المناطق والتأخر في تنفيذ مشاريع تنموية سبق وأعلن عنها منذ سنوات.
وأدت حالة الاحتقان إلى تدخل الملك محمد السادس وإصداره قرارات ملكية بمتابعة المسؤولين على تأخر عمليات التنمية والتوجيه بمزيد الاهتمام والعمل الجاد لتنمية المدينة ومحاسبة المسؤولين على التقصير.
ودعا شباب حزب العدالة والتنمية الحاكم الاثنين، الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها في “التعاطي الجدي” مع مصرع الشابين.
واعتبرت شبيبة العدالة والتنمية (منظمة تضم شباب الحزب الذي يقود الحكومة) في بيان لها، أن “اليأس الذي يعيشه شباب المنطقة هو نتيجة طبيعية لهيمنة قوى التحكم (قوى نافذة سياسيا اقتصاديا) في الشأن الاقتصادي والسياسي بالمنطقة”.
وشهدت المدينة استجابة محدودة من قبل التجار لدعوة إلى إضراب عام الاثنين، بحسب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
ودعا المنتقدون الحكومة إلى “تحمل مسؤوليتها في التعاطي الجدي مع هذا الملف، والتصدي لخروقات بارونات الفحم وما ينتج عن تلك الخروقات من مآس للعمال”، مشددين
على ضرورة توفير فرص عمل بديلة لهؤلاء العمال.
كما دعت شبيبة العدالة والتنمية إلى “فتح تحقيق مستقل في حيثيات وفاة الشابين، ومتابعة كل من تسبب من قريب أو بعيد في هذه الكارثة”.